صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تلفزيون (لقمان) !

21

ساخر سبيل – الفاتح جبرا

تلفزيون (لقمان) !

لا شك أن وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة هي مرآة المجتمع التي تعكس ثقافته وكل ضروب الفنون والعلوم فيه بمختلف سحناتها ولونياتها و توثق دوماً لتاريخه عبر رؤى سليمة تعكس مدى خبرة وحنكة ودراية من يقومون بادارة ملفاتها وهي بلا شك أصبحت وجدان الشعوب جميعها وحقيقة كما قيل ان الدول وشعوب تسير على دين اعلامها .

لقد كنا نظن (وليس كل الظن إثم) أن مسؤولي العهد المباد يتمتعون (بتخانة جلد) نوعية تمنعهم بل تقف حاجزاً منيعاً بينهم وبين الإحساس بإمتعاض الجماهير النابع من عدم رضائها بما يقومون به من أداء لا يلبي الطموحات والرغبات، إلا أننا وبعد هذه الثورة الفتية التي إنتزعت ذلك الحكم الغاشم انتزاعاً قد فوجئنا ببعض المسؤولين (البقولو لي ديك إنتو شنو) من حيث تمتعهم بتخانة جلد غير مسبوقة وليس أدل على ذلك ما يحدث في أحد المرافق الهامة التي من المفترض أن تكون هي الساعد الأول في الوقوف والمدافعة والمساندة للثورة وأعني بذلك (تلفزيون السودان) الذي ما زال يرزح تحت نير النظام البائد حاله حال غيره من المؤسسات التي ما زالت ذات بصمة كيزانية واضحة.

لقد كان (التلفزيون) أحد أدوات النظام البائد التي إعتمد عليها بشكل أساس في توطيد ركائز حكمه الغاشم وإحدى وسائله الأساسية التي أقام عليه سياساته التدميرية ببث برامجه الممنهجة التي تحمل شعاراته التضليلية وتطبل له بصورة تثير الملل والإشمئزاز استعباطاً وتدليساً مقيتاً ولذلك كله فقد اتجهت انظارنا نحوه مباشرة ممنين أنفسنا أن تعود لهذا الجهاز روحه الوطنية وأن يكون تلفزيون كل السودان الذي يبشر بالغد الجديد كاشفاً لفساد وظلم وبطش النظام المباد خلال ثلاثين عاماً وعاكساً لما حدث من تغيير بعد الثورة أعاد للسودانيين عزتهم وكرامتهم.

ولكن للأسف لم نجد ما كنا نأمله ولا ننشده في هذا الجهاز بل لاحظنا غياب الثوره وثوارها في برامجه الا شذرا وانحصر عمله (كما كان في العهد الظلامي) سابقاً بوقاً للحكومة والتي لا يخفى على الكل أنها فارقت الثورة ونبضها وأصبحت في واد والشعب في واد آخر.

استبشرنا خيراً بقدوم (الاستاذ لقمان) لتمتعه ببعض الخبرات التراكمية وقد عمل في أفضل الفضائيات العالمية، وكان يرى ما نراه من دمار حاق بهذا المرفق الحساس ذو التأثير البالغ على المواطن السوداني وتوقعنا عندها ان نجد تفاصيل الثورة داخل تلفزيون السودان بكل مقوماتها واحداثياتها، ثورة وعي فجرتها عقول شابة حمل ثوارها أرواحهم على أكفهم واخرجونا من الظلام إلى النور فأين هم الآن من برامج تلفزيون (لقمان) أين البرامج التي تحمل مواجع وفواجع أسر الشهداء وسيرة نضالات أبنائهم فيها؟ وأين طموحات تروس الثورة واحلامهم في التلفزيون القومي..؟

نعم نرى تغييراً في الشكل و(الديكور) لكن هل هذا كل ما استطاع تقديمه لنا الأستاذ لقمان؟

فما زال التلفزيون القومي بعد الثورة يمشي على خطى تلفزيون ما قبل الثورة، سوى في تشكيلة البرامج التي يقدمها أو انحصاره في عرض ما تقوم به الحكومة فقط والعمل على إرضاء الحاكمين فيما يطرحه من قضايا عامة فلا تجديد أحدث ولا بعض آمال الشعب حقق فقد تغيب التلفزيون القومي في أغلب أحداث الثورة فلا نراه في مواكبها ولا نرى فيه توثيقاً مستحقاً لها كما ينبغي باعتبارها من أعظم ثورات العالم.

غابت عن التلفزيون مشاهد أفظع الجرائم الإنسانية في عهدنا هذا وهي جريمة فض الإعتصام التي هزت أركان العالم فأين تلفزيوننا القومي منها وفيديوهاتها المحزنة قد عمت العالم بأجمعه؟ اما كان الأجدى الاهتمام بها؟ وعرضها حتى يشهد العالم فظائعها؟

ويعكس مدى وقعها على قلوبنا كسودانيين تم حرق واغتصاب وقتل أبنائهم بأبشع الصور؟

أم أن قرصنة اللجنة الأمنية للمخلوع ما زالت قائمة على هذا الجهاز وتملي عليه ما ينشره وما لا ينشره؟

أين شعارات الثورة حرية سلام وعدالة من تلفزيون يقطع برامج تتناول بالنقد سياسة رفع الدعم التي انتهجتها الحكومة؟ هل ما زالت سياسة تكميم الافواه حاضرة فيه وما زال (الحاكم) يملي على موظفيه ما تسمح به الحكومة فقط؟

أصبح المواطن السوداني يبحث عن أخبار بلاده في فضائيات خارجية تروي ظمأه وتجعله متفاعلاً مع مجريات أحداثه بصوره أكثر جذباً وأكثر متابعة وتحليلاً.

نتمنى أن نرى ثورتنا العملاقة وشهدائها الأبرار في كل ركن من أركان تلفزيوننا القومي تخليداً لها وتأكيدا لهم بأن كل ما يمكن ان يحدث من تقدم وازدهار كان ثمنه أرواحهم الزكية التي لولاها لما كان هذا ممكنا.

كسرة :

يا (لقمان).. كن بقامة الثورة !

كسرات ثابتة:

• مضي على لجنة أديب 635 يوماً …. في إنتظار نتائج التحقيق !

• ح يحصل شنووو في قضية الشهيد الأستاذ أحمدالخير؟

• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟

• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟

• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد