صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تعثر اتفاق جوبا

22

 

قبل العرض

آدم عوض

تعثر اتفاق جوبا

بعد نجاح ثورة ديسمبر باسدالها الستار على أطول فترة حكم شمولي في السودان والاطاحه به في أبريل ٢٠١٩ بجهد شباب السودان وعزيمتهم في المضي قدما لنيل الحريه وكان شعار تسقط بس هو هاشتاغ الثوره والثوار، وبرغم القمع المفرط تجاه المواكب والقتل والإرهاب والاعتقالات الا أن دافع التغيير كان أكبر من آلة القمع الإنقاذي وتحقق حلم الشعب في إسقاط الإنقاذ وقبرها في مزابل التاريخ، ولما كان السلام واحد من شعارات الثوره سعت كل من قوى الثوره والمجلس العسكري في ذلك الوقت للتواصل مع حاملي السلاح من الحركات المسلحه، وحثهم للالتحاق بركب السلام، بعد أن سقطت مبررات حمل السلاح بسقوط الإنقاذ، وكانت الوفود ذهابا وإيابا من جوبا إلى الخرطوم، ووفود أخرى تحاور قوي الكفاح المسلح في كيفية التحضير لإدارة الفتره الانتقاليه التي رسمتها قوي الثوره على الوثائق وكيفية أنز الها في الواقع، ولكن يبدو أن الشيطان يكمن في التفاصيل بعد أن سمت الجبهه الثوريه ممثلين لها في الداخل للتفاكر مع حلفائهم في الحريه والتغيير للانخراط في عملية المشاورات في سياقة الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي، ولكن سرعان ما ظهر التباين في وجهات النظر بعد توقيع الاتفاق السياسي مع المكون العسكري وسلكت الجبهه الثوريه طريق آخر معلنة انها لن تتفاوض الا بعد تكوين حكومه انتقاليه حتى تصل معها لاتفاق يكون ملزم للطرفين، بينما وقف عبد الواحد في صف الممانعه معلنا إلى حوار داخلي ينهي الازمه ويخاطب جذور المشكله وكذلك ذهب الحلو في ذات الاتجاه وتاره يذهب للتفاوض.

بعد تشكيل الحكومه الانتقاليه برئاسة حمدوك ووزرائه شبه المستقلين وتشكيل كذلك المجلس السيادي برئاسة البرهان، بدأ التفاوش بشكل رسمي وبوفد حكومي يترأسه محمد حمدان دقلو بصفته نائبا لرئيس مجلس السياده وبعد طول تحضير ولت وعجن تم تقسيم القضايا جهويا تحت ما يعرف بالمسارات وهذه كانت أولى الخطوات في طريق انهيار اي اتفاق سيتم الوصول إليه، وقد تم الاتفاق مع الجبهه الثوريه في جوبا وتمت إعادة صياغة الوثيقه الدستوريه وإدخال بعض التعديلات إليها، وطلبت قوي الكفاح المسلح صراحة باشراكها في كل مستويات السلطه وقد كان لها ماارادت بعد الاتفاق وتم حل الحكومه، وتطعيم المجلس السيادي بقيادات من الجبهه الثوريه، وكذلك مجلس الوزراء، ولكن القارئ الحصيف يدرك أن كل المؤشرات تدل على أن هناك جهات تعمل لعدم إنزال اتفاق جوبا للواقع. وسمعنا تصريحات قيادات قوي الحركات بعد مرور عام ويزيد من مشاركتهم في السلطه الانتقاليه بعدم رضاهم من الواقع وان ملف الترتيبات الامنيه عالق ولانعرف لماذا، وحتى نحن لانعرف هل هناك أيادي خفيه تريد للبلاد الانزلاق للمجهول، وتتعدد الجيوش، بينما نص الاتفاق على تكوين جيش قومي واحد مهني وادماج وتسريح كل جيوش الحركات، في تقديري أن كل المؤشرات تقول في نهاية الأمر أن اتفاق جوبا إلى المجهول ولن ينفذ ماتم الاتفاق عليه في جوبا، والملاحظ أن بعض من الحركات اصطفت مع العسكر في عملية الانقلاب مماافقدهم جزء كبير من مناصريهم وسيركلهم العسكر ولو بعد حين ومانسمعه من تصريحات بإبعاد قَواتهم من المدن في خلال أسبوع خير شاهد. ومشروع شد الأطراف قائم وإسرائيل لم يهداء لها بال، ولكن بعزيمة الشعب السوداني سينهزم مشروع التقسيم، واخيرا الله يكضب الشينه

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد