تصاعدت الأحداث بصورة خطيرة على خلفية البلاغ الذي تقدمت به وزير الشباب والرياضة ولاء البوشي في مواجهة الداعية الإسلامي د. عبد الحي يوسف بعد هجومه عليها في خطبة الجمعة الماضية، واتهامه لها بأنها (لا تتبع الدين الإسلامي وتؤمن بأفكار حزبها الجمهوري الذي حكم على قائده (محمود محمد طه) بالردة وأعدم قبل 35 عاما).
وأصدرت الأمانة العامة تيار نصرة الشريعة ودولة القانون الاثنين بياناً أكدت فيه أن المعركة ستستمر على جميع المحاور. وناشد التيار في بيانه الذي تحصلت (الانتباهة أون لاين) على نسخة منه جميع خطباء الجمعة في ولاية الخرطوم وفي جميع ولايات السودان أن يوظفوا منابرهم لنصرة الحق والدفاع عن ثوابت الشريعة ومحكمات الدين، وأن يواصلوا تعرية مخططات العلمنة التي تتولاها حكومة قحت ويراقبوا فصولها ويرصدوا كل تصريح أو فعالية أو نشاط أو قرار أو سياسة في اتجاه تنفيذ هذا المخطط بياناً لحكم الله ونصحاً للأمة ولا يلتفتوا لأي قانون يسن أو مرسوم يصدر لتكميم أفواههم أو تكبيل جهادهم أو الوصاية على خطبهم.
وأضاف البيان: (إن ما قام به الشيخ د. عبد الحي يوسف في خطبة الجمعة هو عمل مشكور مؤيد مسدد مبارك يؤجر عليه بإذن الله، وهو مقتضى الميثاق المأخوذ على أهل العلم والمنابر جميعا، فالرد على أهل الأهواء والضلال وبيان سبيل المجرمين وفضح مخططات المنافقين والدفاع عن مقدسات الشرع وثوابت الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أوجب واجبات ورثة الأنبياء من العلماء والدعاة وكل متصدر للخطابة والإفتاء ونشر العلم، قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) ومن مقاصد القرآن الكريم وأهدافه فضحُ سبيل المجرمين وكشفُ مخططاتهم ( وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ).
وقال البيان: (إن وزيرة الشباب والرياضة عبر وزارتها تقوم عن قناعة وإيمان بتنفيذ أجندة قوى إعلان الحرية والتغيير التي سرقت ثورة الشعب، والتي تهدف إلى تغيير هوية المجتمع وتغريبه ونشر العلمنة المجتمعية والسلوكية عبر الأنشطة والفعاليات الأجنبية البعيدة عن هوية الشعب المسلم وغير المتسقة مع دينه؛ فرعايتها لدوري كرة القدم للسيدات رغم المخالفات الشرعية والأخلاقية والذوقية التي تحيط بهذه الفعالية ورغم استنكار الناس وتنديدهم بها؛ حلقة في هذا المسسل وفصل من فصول هذا المخطط). وأضاف البيان: (إن وزيرة الشباب والرياضة ظلت عبر صفحتها على الفيسبوك تنشر الكراهية وتحرض على المخالفين بانفعال وهياج غير منضبط، وتصفهم بأوصاف كافية لإدانتها قانونيًا؛ فهي لم تكن منضبطة في خطابها ولا معتدلة في أسلوبها؛ ثم هي اليوم تحاضر الشعب السوداني عن المحبة والسلام والوئام، وتدعوهم لقيمٍ هي أول من خرقها وتنكر لها).
وقال البيان: (إن اللجوء لمصادرة آراء الناس بالبلاغات الكيدية والتهم الملفقة هو حيل العاجزين عن المقارعة بالحجة وإقناع الناس، وإن لجوء هؤلاء لهذه الحيل هو من أبرز الأدلة على متاجرتهم بشعار الحرية الذي يستخدمونه كشعار مزايدة سياسية فقط لينتصروا به في معتركاتهم السياسية التي لا تتعلق حقيقةً بهذا الشعار، فقد كانوا يدعون نضالاً ردحاً من الزمان ضد السياسات الأمنية التي كانت تضيق بالرأي الآخر وفق قانون تضعه لحماية سلطتها، لم تسقط بعد سياسات تكميم الأفواه وإن أرادت هذه المرة أن تضع على وجهها القبيح مساحيق قانونية).