1
لم تختلف الأسماء التي أعلنها رئيس مجلس الوزراء الدكتور “عبدالله حمدوك” مساء أمس كأعضاء في حكومته ، عن تلك التي كانت متداولة في أجهزة الإعلام منذ أسبوع ، ولا أدري هل هذه حسنة أم سيئة .
أبرز التعديلات هي أن “حمدوك” نقل مرشح الحرية والتغيير (مجموعة سكرتارية المهنيين) السيد “مدني عباس” من الوزارة المرشح لها وهي رئاسة مجلس الوزراء ، إلى وزارة الصناعة والتجارة ، وواضح أن “حمدوك” حرِص على تعيين شخص بخبرات دبلوماسية وإدارية ، يعرِفه جيداً ويألفه ، ليسهل التناغم بينهما – وهذا من حقه كرئيس للوزراء – فاختار السفير “عمر مانيس” ، وهو بالمناسبة آخر مرشح لمنصب وزير الدولة بوزارة الخارجية في آخر حكومات “البشير” ، وقد عمل “مانيس” نائباً لرئيس بعثة السودان في الأمم المتحدة بنيويورك خلال فترتي السفيرين “الفاتح عروة” و”عبدالمحمود عبدالحليم” ، ولم يسبق له العمل رئيساً لبعثة دبلوماسية سودانية .
بالمقابل ، لا أدري – كما قال أحد أعضاء سكرتارية تجمع المهنيين – علاقة “مدني عباس” بوزارة التجارة والصناعة وخبراته في هذا القطاع المهم للتنمية ونهضة الدولة، إن لم يكن كفؤاً لوزارة مجلس الوزراء !!
المبرر كان أنه تمثيل رمزي لشباب الثورة ، ولكن أليس في تعيين “ولاء البوشي” تمثيل لشباب الثورة ؟!
أليس في تعيين دكتورة “انتصار صغيرون” تمثيل لتجمع المهنيين ؟! أليس في تعيين “أكرم علي التوم” تمثيل للجنة الأطباء وتجمع المهنيين ؟!
وهكذا يمكن أن يتناسل السؤال الذي تخلص إجاباته إلى واقع المحاصصة الجهوية والسياسية الماثل في حكومة الثورة !!
2
الحكومة الجديدة بها عدة وجوه من دارفور وكردفان ، من بينها رئيس الوزراء نفسه ، ثم وزير مجلس الوزراء ، ثم وزيرة الخارجية ، ثم وزير المالية ، وبالتالي فإن حديث رئيس الوزراء عن ضعف تمثيل هذه الجهات ، قبل التعديل ، يحتاج لتوضيح ، مقابل التمثيل الضعيف لولايات مثل الجزيرة والنيل الأزرق وشرق السودان .
الشابة التي أدارت المؤتمر الصحفي للسيد رئيس الوزراء ، قد تكون (مودرن) وشكل جديد يمثل النوع والتغيير في مجلس الوزراء ، ولكن وضح بشكل لافت من خلال توزيعها للفرص بالحركة وسط الحضور على طريقة مقدمات برامج المنوعات في الفضائيات اللبنانية ، أنها لا تعرف الصحفيين ، ولا تقرأ الصحف !!
قد تناسب طبيعتها إدارة العلاقات العامة ، وقد تنجح في المراسم عند استقبال ضيوف (خواجات) ، لكنها بصراحة لم توفق في إدارة مؤتمر صحفي حضره رؤساء التحرير وكبار كتاب البلد .
ورغم هذا وذاك ، دعونا نتفاءل خيراً .. لنجده .