الشعب يريد إستعادة أمواله المنهوبة (بالمليم) ومعاقبة كل من (ولغ) في المال العام (وإن تحلل) من خلال محاكمات عادلة وقضاء مستقل ، كما أن ذات الشعب لن يرضى بغير محاكمة كل من سفك دماً سودانياً بغير حق أو إعتقل أو عذب مواطن
شاهدت كغيري الجمعة المؤتمر الصحفي للفريق عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية المكلفة من المجلس العسكرى والذي صرح فيه بأن المجلس العسكرى يدير حوارا لخروج السودان من المطب الحالى !
هذا المطب الذي وضعه فيه الرئيس السابق والذي أخفى إنتمائه لتنظيم الجبهة الإسلامية عندما قام بتنفيذ (إنقلابهم) على السلطة مما جعلهم يعيثون فساداً غير مسبوق مستبيحين ممتلكات البلاد وأموالها وخيراتها ومناصبها لمدة ثلاثين عاماً مارسوا فيها الإعتقال والتعذيب والقتل والتشريد بصورة تخلو تماما من الرأفة والرحمة ولآخر دقيقة وهم يقومون بفض تظاهرات هذا الشعب الأعزل والتي سقط فيها الكثير من الضحايا من شباب هذه الأمة الصابرة .
ونحن نتفق مع (سعادة الفريق) تماماً بأن البلاد في مطب يتطلب الخروج منه بعض التنازلات ولكن إختلافنا الجوهري هو أن هذه التنازلات لا يجب بأي حال من الأحوال أن تكون بمفهوم (أذهبوا فأنتم الطلقاء) ليذهب كل بما إكتنز من أموال هذا الشعب وما إقترف من دماء أبنائه (وكأنو ما حصلت حاجة) !
لقد غفل خطاب المجلس العسكري عن مسالة رد الحقوق لهذا الشعب وعن تفكيك (الدولة العميقة) التي لو لم يتم إجتثاثها تماما لبقيت الإنقاذ كما هي ولبقي المجرمون والسفاحون وآكلي السحت والمال العام !
إن إغفال (المجلس العسكري) لمبدأ المحاسبة لنظام بمثل هذا الفساد الموثق على مدى ثلاثة عقود وعدم حل مليشياته المتعددة يضع علامات إستفهام كثيرة لدي كل الشعب الذي يهفو إلى (تنظيف البلاد) من كل آثار الفساد المالي والإداري وكسر شوكة هذا (التنظيم) الذي أذله وأفقره وإغتال أبنائه بدم بارد ، هذا التنظيم الذي عاش متغذياً على أموال الشعب مما جعله وجعل منتسبيه يشيدون ثروات مهولة وقلاعا إقتصادية أسهمت كثيراً في وصول البلاد إلى هذا التدهور الإقتصادي .
يبدو أن المجلس العسكري والذي كان أعضائه قبل أيام يديرون عملية تفريق المتظاهرين ، يبدو أن هذا المجلس لا يعي أن (ورثة) ثلاثين عاما من التمكين لا يمكن إلغائها وإغفالها بهذه السهولة فالشعب يريد إستعادة أمواله المنهوبة (بالمليم) ومعاقبة كل من (ولغ) في المال العام (وإن تحلل) من خلال محاكمات عادلة وقضاء مستقل ، كما أن ذات الشعب لن يرضى بغير محاكمة كل من سفك دماً سودانياً بغير حق أو إعتقل أو عذب مواطناً
من الواضح أن وجود رئيس وأعضاء المجلس العسكري في اللجنة الأمنية العليا التي باشرت فض التظاهرات الأخيرة وقربهم من الرئيس السابق قد جعل خطابهم (وفعلهم) يميل إلى عدم الخوض في تجريم النظام السابق وهذا مما جعل (الشعب) الصابر على أذى هذه الجماعة يصاب بالإحباط رافعاً شعار (تسقط تاااني) !
كسرة :
قال أن إعتقال رموز النظام السابق حقيقى
صدقنا … طيب المحاكمات متين؟
كسرة تانية :
هسه قروشنا دي نستعوض الله فيها ؟
كسرة ثابتة :
فليستعد لصوص هيثرو وبقية اللصوص !
كسرة (حتى لا ننسى) :
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟