لايريد الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاستسلام والاعتراف بحقيقة نهاية رئاسته ، حتى (آخر نفس ) في عمر حكمه للولايات المتحدة الامريكية ، فهو الرئيس الأشهر في إثارة الجدل ، الرجل (غريب الأطوار) ، ذو النفسية المعقدة التي ادهشت العالم ، تلك النفسية التي ذكرتها مجلة (فانيتي فير ) قبل عدة سنوات إن رأي عدد من خبراء الصحة النفسية أكدوا أن ترامب لديه اضطراب الشخصية النرجسية ، وكان جوهر الحديث يقول: إن دونالد ترامب يعاني من مرض عقلي خطير يجعله غير قادر نفسياً على أداء واجبات رئيس الولايات المتحدة بكفاءة) هذا منذ ترشحه كرئيس قادم للولايات المتحدة الامريكية قبل ان يفعل ترامب مافعله
وبالأمس اثارت المحكمة الأمريكية العليا، حفيظة ترامب عندما رفضت طلبه الإسراع في النظر في عدة دعاوى قضائية تطعن في نتائج الانتخابات في بنسلفانيا وويسكونسن ، ورفض القضاة تسريع النظر في ثماني قضايا تتعلق بالطعن بنتائج الانتخابات، بما في ذلك ثلاث قضايا رفعتها حملته للطعن في نتائج الانتخابات في ويسكونسن وبنسلفانيا، وهما ولايتان خسرهما أمام الرئيس المنتخب جو بايدن
وأعلنت المحكمة قرارها في أمر غير موقع ولم يكشف فيه عن تصويت القضاة أو مبرراته، وهي الطريقة المعتادة التي تتعامل بها المحكمة العليا مع رفض مثل هذه الطلبات.
هذا الامر الطبيعي وغيره ربما يكون له ردة فعل أكبر من ترامب ومناصريه تضرب الديمقراطية في مقتل
وقبل أيام قليلة كان لواقعة اقتحام أنصار الرئيس ترامب لمبنى الكابيتول أثر سييء على نفسية كثير من السياسيين الذين رفضوا مثل هذه التصرفات والتي علق عليها كولن باول خلال مناقشته على شبكة (سي ان ان ) ، ورداً على سؤال حول ما إذا كان للولايات المتحدة الحق في دعوة الدول الأخرى لتعزيز الديمقراطية، قال باول إن بلاده الآن ضعيفة للغاية في هذا الصدد، معرباً عن أمله في أن تتمكن الولايات المتحدة من (استرجاع هذا الحق) وأن كل ما فعلته واشنطن خلال السنوات الماضية خلال فترة حكم ترامب، هو (إهانة الناس) والانسحاب من الاتفاقيات، والقيام بكل الأمور غير المنصفة تجاه التحالفات التي عقدناها لسنوات
لذلك يبدو ان ترامب يُصر على التهديد الذي يشكِّله على الديمقراطية الأمريكية ، ليس في بدايات حكمه الذي كان يعمل على تصوير هشاشة النظام الديمقراطي في الولايات المتحدة، بميول دونالد ترامب الديكتاتورية الواضحة، قبل أن يؤدي ترامب اليمين الدستورية في عام 2017 ، لكن للأسف حتى في نهاية أيام فترة حكمه يريد ان لا يتخلى عن عادته فتشبثه بالمنصب يعيد الى الذاكرة، مشاهد وصور مطابقة لحكام ديكتاتوريين في بلاد عربية، لكن لم يتوقع أحد ان يكون ذلك النموذج في دولة تعمل على ترسيخ مفهوم الديمقراطية في دول العالم لكن ترامب يحرص ان تعجز عن ( تطبيقها أولاً).
وهذا قد لا يعود لنرجسية ترامب الواضحة وازدرائه للحقيقة فحسب، بل لأنه كان أيضًا على استعداد للاستخفاف بالقواعد الراسخة في امريكا منذ زمن طويل .
هذا بالإضافة الى سجله الحافل في الاحتيال والتعاملات التجارية المشبوهة، وإعجابه الواضح بالحكام المستبدين في بلدان أخرى، كيف لا وترامب هو الرئيس الامريكي الأوحد الذي ساهم وصوله للسلطة في رواج كتب مثل (كيف تموت الديمقراطيات).