موجة من التندر والتهكم سادت مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الخلط الذي وقع فيه مناوي حاكم اقليم دارفور، ففي خطابه الذي ألقاه بمناسبة تنصيبه، نصب مناوي عبدالفتاح السيسي رئيساً لمجلس السيادة السوداني، فحين أتى على ذكر اسم رئيس مجلس السيادة السوداني، ذكر اسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدلاً عن عبد الفتاح البرهان، وكان الذع تعليق على هذا الخطأ هو قول بعضهم أن مناوي أخطأ حين أصاب، ربما بجامع وجه الشبه بينهما في العسكرية والمواقف السياسية وليس الشكل بالطبع، بيد أني أقول الحمد لله أن مناوي استدرك خلطه بالضحك ولم يعتذر عنه على طريقة أحد انتهازيي النظام البائد التي سنأتي عليها، والواقع أن مثل تخليط مناوي وغيره من زلات الألسن يمكن اعتبارها عادية كما ذهب الى ذلك البعض، الا أنها في المنتهى تعكس عجلة غير محمودة تتسبب في أن يسبق لسان المتحدث تفكيره، وما أورد الناس المهالك الا حصاد السنتهم.
وعلى ذكر تخليط مناوي تستحضر الذاكرة الجليطة التي وقع فيها مولانا الصغير جعفر الميرغني الذي خلط خلطاً شنيعاً في أول تصريح له بعد تقلده منصب المساعد الرئاسي إبان العهد المباد، بين ولايتي النيل الأبيض والأزرق وولايتي شمال وجنوب كردفان، مولانا لم يخطئ فقط في أسماء الولايات بل قلب حالها رأساً على عقب، حين وضع الولايات الآمنة مكان التي تشهد اضطرابات، فقال إن هدفه بعد تقلده المنصب هو وقف الحرب في ولايتي النيل الأبيض وشمال كردفان، بينما راعي الضأن في الخلاء يعلم أن رحى الحرب كانت دائرة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، كما نذكر أيضاً جليطة جمال الوالي رئيس نادي المريخ السابق حين استشهد بقول شعبي مأثور علي انه آية قرأنية، فقال قال تعالى (العارف عزو مستريح)..
وعودة الى حكاية الانتهازي الانقاذي التي وعدنا بها وهي حكاية حقيقية وليست طرفة مصنوعة، تقول أن أحد المطبلاتية الهتيفة الحنجوريين والذي كان دائماً ما يتصدر الحشود ويقود الهتافات من أمثال (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه)، وغيره من هتافيات وشعارات سادت ثم باخت وبارت، ثم كنستها ثورة ديسمبر والقت بها في مزبلة التاريخ، تقول الحكاية أن هذا المطبلاتي تطلع ذات حفل لما يرفعه درجة من مجرد هتيفة ويقربه أكثر من كبار المسؤولين، فعمل كمقدم لذاك الحفل وكانت تلك أول تجربة له في وضعه الجديد، وبعد صراخ وهياج ببعض الشعارات والهتافيات التي كان يحفظها عن ظهر قلب، إنتقل الرجل لتحية الرؤوس الكبيرة التي كانت تجلس على الكراسي الوثيرة في المقدمة، فقال بملء صوته الجهور نحي الوالي فلان والمعتمد علان وكان قد عكس الاسماء فجعل الوالي مكان المعتمد والمعتمد في مقام الوالي، فلكزه من كان يقف الى جانبه بالمنصة ووسوس له بصوت خفيض ياخي عكست الشغلانة، إرتبك الرجل وتلعثم قليلاً ثم قال موجهاً حديثه للجمهور بصوته الجهور معليش يا جماعة لقد تشابه علينا البقر، فعلان هو الوالي وفلان هو المعتمد، ولهذا حمدنا الله بأن مناوي اكتفى من خطئه بالضحك عليه..