يدرك الجميع أن الحركة الإسلامية بعدما سطت على السلطة في عام 1989 بليلٍ و(تلبت) من فوق حائط الشرعية والقوانين والأخلاق والدين، ما كان لها لتحكم بالشرف والنزاهة والعدل والحق، فاستخدمت كل الطرق اللا شرعية لتبقى في السلطة، باعت واشترت واستعبدت كل أصحاب العاهات العقلية والنفسية بأموال الدولة والحق العام فحكمت السودان بقبضة من نار، ولا أظن أننا نحتاج لنذكركم بالجراحات والأحزان والمآسي التي ما زالت تتاور كل سوداني حتى هذه اللحظة.
حزب الحركة الإسلامية المسمى المؤتمر الوطني استطاع بحماية الحركة أن ينشيء دولة العصابات والمحاصصات والقبائل والأسر والعائلات والجماعات المتطرفة والحركات المسلحة وظل يحركهم جميعاً بريمود السلطة والمال فدعمته ومضت خلفه طائعة تهب لنصرته كل ما ألمت به المخاطر، وساندته في مشاريعه الوطنية الكاذبة حتى انهار السودان، كان آخرها الحوار الوطني وبعدما انفض سامره تجمعت معاً في مجموعة اختارت لها اسم تحالف 2020 تبركاً بزمن انتخاب البشير ضامن وجودها في الساحة السياسية.
ولمن لا يعرف هذا التحالف فإنه يتكون من مجموعات كانت جزءاً من المؤتمر الوطني وأحزاب الحوار التي يطلق عليها أحزاب الفكة ومجموعة من الحركات المسلحة الصغيرة جدا المتشظية من حركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان الأصل التي وقعت اتفاق مصالح فردية مع نظام البشير البائد، إضافة إلى مجموعات الإسلام السياسي.
هذا التحالف خرج الآن دون خجل من نفسه يعارض اتفاق المجلس مع قوى الحرية والتغيير، وهدفه هو جر الناس إلى انتخابات مبكرة لتكون في التاريخ 2020 ميعاد ترشح بشيرهم الذي سيضمن بقاء مرتع الفساد مفتوحاً لهم، كما أنهم لم يختاروا لتحالفهم اسماً جديداً، وهذا فيه رسالة للآخرين بأنهم ما زالوا على عهد العصابة القديمة.
لا يجب أن يسمح لهؤلاء بعدما خاضوا في وحل الفساد أن يشاركوا مرة أخرى في إدارة الدولة فهم ليسوا أهل للثقة ومن خان شعبه مرة لن يتردد في أن يفعل ألف مرة، ولا يجب أن تخاف منهم قوى الحرية والتغيير ولا يجب أن يجاملهم المجلس العسكري فيوقف عجلة التغيير من أجلهم، إنه تحالف لوقف التغيير عجز أن يقوم به ويقف في وجه من نجحوا.
أجمل ما في الأمر أنهم جميعاً لا يمثلون ثقلاً يذكر مقارنة بالجموع المحبة للتغيير التي تهتف بالحرية والسلام والعدالة وتسعى لإرساء نظام راشد يزيل بيئة الفساد فتزول معها كل الكائنات التي الفاسدة.