صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تجمُّع وانفضّ..!!

10

لا أقنعة

زاهر بخيت الفكي

تجمُّع وانفضّ..!!

 

في الثاني من يوليو خرج علينا تجمُع المهنيين بتصريح صحفي أعلن فيه انسحاب جميع ممثلي التجمع في كل هياكِل الحُرية والتغيير واللجان الحكومية ، ومخاطبة قِوى إعلان الحرية والتغيير والجهات ذات الصلة لوضع القرار موضع التنفيذ وإلغاء مُشاركتهم كممثلين لتجمُع المهنيين ، وقرارات أخرى ضمنوها في تصريحهم من ضمنها ايقاف مندوب تحالف المحامين في المجلس محمد حسن عربي والذي اختاره السيد حمدوك من ضمن مجموعة الولاة المدنيين والياً لشمال دارفور.

بعد 23 يوم فقط خرج علينا التجُمع ببيان آخر مُذيّل هو الأخر بإعلام التجمُع وفيه أيضاً سحب اعتراف تجمع المهنيين السودانيين بكل الهياكل القائمة لتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير وعلى رأسها المجلس المركزي للحرية والتغيير لتجاوزاتها ومفارقتها بنود الإعلان ، وانسحاب تجمع المهنيين من كل هياكل الحرية والتغيير بشكلها الحالي وقرارات أخرى لا يسع المجال للتطرُق إليها.

ده شنو ده يا متعلمين يا بتوع المدارس حيّرتونا يا تجمع المهنيين يا مُستنيرين باضطرابكم العجيب وتأرجح مواقفكم الغريب ، يا من استبشر بكم المواطن خيراً وفيكم الخبراء والعلماء وقادة الرأي وحملة مشاعل الوعي والاستنارة ، وأحسن فيكم الظن باعتباركم خير من يقود السودان بعد نكبته ، وإقالته من عثراته واخراجه من وهداته ، المُتابع لحالة التجمُع المُضطربة المُخيبة للظن لن يندهش من أنّ التجمُع أصدر بيان في الثاني من يوليو وألحقه بآخر في 23 يوليو ، ورُبما تفاجأنا بثالثٍ مع نهاية الشهر بنفس الترويسة يُعلنون فيه الانسحاب أيضاً من قوى الحرية والتغيير.

تكمُن علة هذا البلد في عدم التواضع وكُل من اعتلى فيها منبراً أو اتاحت له الصُدفة الحديث في شأنٍ عام وضع نفسه في خانةِ الزُعماء والقادة الكبار ويجب أن يُتبع لا أن يتبِع غيره ، ولذلك ما من كيانٍ أو حزب اجتمع حوله الناس إلّا ونخر سوس (الأنا) في عظمه وجعله هشاً ضعيفاً لا يقوى من وهنه على احتمال الجماعة ، وبات في ليلة وضحاها عُرضة للفرقة والشتات ، وكم من كيانٍ نسفته الخلافات قبل أن يُنجز شيئاً يضمن به وجوده مع الآخرين ، وتجمّع المهنيين الكيان العظيم الذي استظلّ تحت شجرته الوريفة الثوار وانطلقوا من مركزه للتصدي لنظام الإنقاذ لم يكُن بأفضل من غيره.

خلافات تجمع المهنيين لم تحتملها جُدران مبنى التجمُع ولم تحول الاستنارة بينهم وانتشارها بهذا الشكل والثورة المجيدة ما زالت في مهدها لم تتشكّل ملامحها بعد ، وكُل فرقة منهم تدعي أنّها الأولى والأصلح للقيادة ، والمسافة بينهم والمواطن الواعي تتباعد ، ومساحات الأمل في دواخله تتناقص مع أي خبر جديد للخلاف وما أكثر أخباره ، وبخلافات وانشطاراته وجدت قوى الحرية الملعب خالياً تتضرّع فيه وحدها كما تشاء والخاسِر في نهاية الأمر هو المواطن المُكتوي بنيران الأزمات وسعير الغلاء الفاحش والممكون بفعايل الساسة.
والله المُستعان
الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد