صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تجدد التظاهرات للمطالبة بالحكم المدني … وإنقسام حول مبادرة أممية لحل الأزمة

10

الخرطوم : الأماتونج

أطلقت قوات الأمن -اليوم الأحد- قنابل غاز مسيلة للدموع وأخرى صوتية، لتفريق متظاهرين كانوا في طريقهم إلى القصر الرئاسي بالخرطوم، ضمن مظاهرات شهدتها العاصمة وولايات أخرى للمطالبة بحكم مدني تحت شعار “مليونية التاسع من يناير”، بينما انقسمت المواقف السياسية تجاه مبادرة طرحتها الأمم المتحدة لحل الأزمة في البلاد.

ورد المتظاهرون على إطلاق الغازات المدمعة تجاههم برشق قوات الأمن بالحجارة، وإرجاع عبوات الغاز المسيل إليهم، مما أدى إلى حالات كرّ وفرّ بين الجانبين في الشوارع الرئيسية والفرعية.

المتظاهرون -الذين كانوا يحملون الأعلام الوطنية- في مدن العاصمة الثلاث: الخرطوم وبحري وأم درمان، إضافة إلى: بورتسودان (شرق) وشندي (شمال)، ورددوا شعارات مناوئة “للحكم العسكري”، ومطالبة بعودة الحكم المدني الديمقراطي.

كما رفع المتظاهرون لافتات مكتوبا عليها: دولة مدنية كاملة، والثورة ثورة شعب، والسلطة سلطة شعب، والعسكر للثكنات، والشعب أقوى والردة مستحيلة، وحرية، وسلام، وعدالة، ولا تفاوض، ولا شراكة، ولا مساومة، ونعم للحكم المدني الديمقراطي.

كما خرج أطباء وكوادر الصحية في تظاهرة بشوارع الخرطوم، وسلموا مذكرة إلى مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالسودان، تندد باقتحام القوات الأمنية المستشفيات واعتقال الكوادر الطبية.

وكانت قوات الأمن قد استبقت المظاهرات بفرض إجراءات أمنية مشددة، حيث أغلقت 4 جسور تربط مدخل العاصمة السودانية بكل من مدينتي الخرطوم بحري وأم درمان.

كما أغلقت محيط مقرّ القيادة العامة للجيش ومداخل المطار. وتتزامن هذه التطورات مع جدل داخلي بشأن مبادرة مبعوث الأمم المتحدة لحل الأزمة السياسية في السودان.

وتأتي هذه الاحتجاجات بعد يوم من إعلان بعثة الأمم المتحدة بالسودان إطلاق مشاورات أولية لعملية سياسية شاملة بين الأطراف السودانية لحل أزمة البلاد.

المبادرة الأممية

من جهة أخرى، تنقسم مواقف القوى السياسية السودانية من المبادرة الأممية، حيث أعلن تجمع المهنيين السودانيين والحزب الشيوعي رفضهما مبادرة الحوار التي أطلقتها الأمم المتحدة، في حين رحّبت بها قوى سودانية أخرى ومجلس السيادة.

وقال تجمع المهنيين -في بيان، اليوم الأحد- إنه متمسك بلاءاته المعلنة من قبل قوى الثورة في وجه الجيش: “لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية”، حتى الوصول إلى سلطة مدنية خالصة تتيح تفكيك الشمولية، بحسب البيان.

وانتقد تجمع المهنيين الذي قام بدور رئيس في الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس المعزول عمر البشير، تحركات رئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في الانتقال بالسودان فولكر بيرتس، ووصف التجمع هذه التحركات بأنها مثيرة للجدل ومغايرة للمهام الموكلة للبعثة التي يقودها.

وبدوره، أعلن الحزب الشيوعي كذلك رفضَه المبادرة الأممية. وقال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي كمال كرار إنه لا حوار في ظل ما سماها سلطات الانقلاب في السودان، وإن الحوار مع هذه الحكومة الحالية مرفوض تماما.

في المقابل، رحّب حزب المؤتمر الشعبي بالمبادرة الأممية، ودعا الأمين السياسي للحزب كمال عمر مختلف المكونات السياسية في السودان للتعاون بفاعلية لتجاوز الأزمات.

وقال المتحدث باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وجدي صالح، إن قوى الحرية والتغيير لم تتلق أيَّ تفاصيلَ بخصوص المبادرة الأممية، مضيفا أنها ستدرس المبادرة حال تلقيها بصورة رسمية، وستعلن موقفها في حينه.

أما مجلس السيادة السوداني، فأعلن ترحيبه بالمبادرة الأممية المتمثلة في تبني الأمم المتحدة حوارا رسميا بين المكونات السودانية المختلفة والشركاء الدوليين، للتوصل إلى اتفاق للخروج من الأزمة الحالية.

وفي حديث للجزيرة، قال عضو مجلس السيادة الهادي إدريس إن السودان أمام مفترق طرق يستوجب التدخلَ الأممي، معربا عن أمله في أن تُحدث المبادرة الأممية تقدما حقيقيا لحل الأزمة السياسية.

وكان رئيس البعثة الأممية أعلن -أمس السبت، في بيان- عن إطلاق منظمته عملية سياسية جديدة بهدف “استعادة مسار التحول الذي يحقق تطلعات الشعب السوداني”، موضحا أن الأمم المتحدة ستدعو للمشاركة في مبادرة الحوار كل أصحاب المصلحة الرئيسيين من المدنيين والعسكريين، بما في ذلك الحركات المسلحة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والمجموعات النسائية ولجان المقاومة.

ردود فعل خارجية

وفي سياق ردود الفعل الدولية على إعلان بعثة الأمم المتحدة في السودان مبادرة لتسهيل النقاشات لحل الأزمة السياسية في البلاد، رحبت المجموعة الرباعية -التي تضم السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة- بمبادرة الأمم المتحدة، ودعت جميع الأطراف السياسية السودانية لاغتنام الفرصة لاستعادة الانتقال الديمقراطي، بما يتماشى مع الإعلان الدستوري.

وأعربت الرباعية عن أملها في أن تفضيَ العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة إلى انتخابات ديمقراطية، تتماشى مع تطلعات الشعب السوداني.

الجزيرة نت

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد