إنهم لا يسقطون في امتحان الأخلاق فحسب إنما يشنون الحرب على أنفسهم بل ويفقدونها الاحترام والمصداقية!
أقول ذلك ليس دفاعاً عن رئيس البرلمان بروف إبراهيم أحمد عمر إنما عن القيم والأخلاق الفاضلة التي نحرص على استبقائها ونشرها في مجتمعنا السوداني الذي نعتز بطهره ونفاخر، بل دفاعاً عن الممارسة السياسية التي نربأ بمن يخوضون غمارها أن يحطموها بسوء خلقهم وصنيعهم.
كم بالله عليكم كتبنا عن ناشري أحاديث الإفك والبهتان الذين فشلوا في )فش غبينتهم( التي ظلوا يوظفونها للكيد السياسي لخصومهم فطفقوا يستخدمون هذه الأساليب القذرة للنيل منهم تنفيساً عن حقد مقيم نسأل الله تعالى أن ينزعه من صدورهم حتى ينعموا بالرضا والسكينة التي لا تستقيم الحياة الهانئة وتستقر إلا بها.
أحكي لكم القصة التي دفعتني إلى ابتدار مقالي بهذه المقدمة ..فقد ألقى بروف إبراهيم أحمد عمر كلمة مؤثرة في مناسبة إنسانية أقامتها منظمة صلاح ونسي لمكافحة السرطان، قال فيها إنه عانى من ذلك المرض اللعين الذي تسبب في وفاة ابنه وزوجته وأخوه لكنه رغم ذلك مازح الحضور بعبارة : )انتم معظمكم شباب وقريبي عهد باستعمال البخرات وأنا كذلك(.
بعض )متلقي الحجج( من عديمي الأخلاق الباحثين عن الإبرة في كومة القش و)الفايقين وعديمي الشغلة( فسر كلام البروف بأنه يمثل اعترافاً مدوياً بأنه مخادع ويمارس الغش وأنه ما نجح في دراسته إلا بالبخرات وهاك يا )زيطة وظمبليطة( ضجت بها الأسافير قدحاً في سلوك البروف وأخلاقه!
ما كتبت ما أكتب الآن إلا لأنّي قرأت بيانا للأخ إبراهيم يدافع فيه عن نفسه ويؤكد أنه كان يمزح ولم يقصد أنه كان يستخدم البخرة في حياته الدراسية ثم لأنّي ظللت انتقد أساليب بعض أطياف المعارضة في إطلاق الاتهامات غير المؤسسة على أي منطق أو سلوك قويم باعتبار أنهم )يصغرون( من أنفسهم ويحقرونها بتلك الأساليب ويفضحون أنفسهم أمام الناخبين الذين يسعون إلى استقطابهم وكسب ودهم وتأييدهم من خلال تأكيد عوار تصرفاتهم وسوء سلوكهم وأخلاقهم في غفلة عن حقيقة أنهم يعرون أنفسهم أمام الناس ويثبتون صبيانيتهم وتدني أخلاقهم.
نحن نعارض هذا النظام ولكن بشرف وذلك من خلال كشف أخطاء وخطايا حقيقية يقترفها في حق المواطن وفساد بتبختر أمامنا كل حين وتضييق على الحريات وغير ذلك مما نستطيع إثباته بالوثائق والوقائع، ولكن ليس بتلك الأساليب الرخيصة مثلما حدث من اتهامات باطلة في حق الأخ إبراهيم أحمد عمر وفي حق غيره ممن يتسقط المعارضون أخبارهم وأقوالهم لأغراض الكيد الرخيص حتى ولو باختلاق أحاديث الإفك والبهتان.
الأخ إبراهيم لمن لا يعلمون درس كليتين في جامعة الخرطوم ، كلية العلوم ثم بعد تخرجه منها درس كلية الآداب وتفوق على أقرانه في أم الجامعات السودانية واختير مساعد تدريس في قسم الفلسفة بجامعة الخرطوم ثم ابتعث إلى بريطانيا لينال الماجستير والدكتوراه في جامعة كامبردج ذات الشهرة العالمية وعاد ليلتحق بسلك التدريس في جامعة الخرطوم وليترقى في المواقع الأكاديمية قبل أن يصبح وزيراً للتعليم العالي، فكيف لرجل متفوق أن يدخل الجامعة بالبخرات وهو الذي درس في مدرسة وادي سيدنا الثانوية العريقة وهي كانت ثالث ثلاثة من أعظم المدارس الثانوية القومية في السودان إلى جانب حنتوب وخور طقت؟!
فوق كل ذلك فإن الأخ إبراهيم اضطر إلى تكذيب الخبر الذي نشره الشانئون، فهل أكذب رجلاً يشهد حتى الأعداء على صدقه واستقامته، كما أشهد من خلال عُشرة قديمة لم يزدها التعامل الجديد معه عبر العمل البرلماني إلا قوة، بينما أصدق أفّاكين من أصحاب الغرض والكيد والفجور السياسي؟!
أعجب ممن يتحججون بالأكاذيب للنيل من استقامة الأخ إبراهيم في تجاهل لما يتميز به ويتفرد من تدين عميق وصدق في القول والعمل وتقشف دفعه اختياراً وإصراراً إلى التنازل عن حقوق دستورية يتمتع بها من هم دونه بكثير من حيث التسلسل الهرمي.
نفتأ نكتب ونتحدث عن أهمية تصحيح الممارسة السياسية في بلادنا لتقوم على الصدق وقيم الطهر بعيداً عن )الحفر( والكيد الرخيص حتى نجنبها الممارسات التي انحطت بها إلى قاع الأمم بعد أن كانت موعودة بارتقاء سلم المجد عشية الاستقلال.