بكُل بساطة يُصرِّح (الباحث) الاقتصادي إبراهيم البدوي وزير مالية ما بعد الإنقاذ تصريحاً لم يرتد فيه طرفه وجاء يُحدثنا بملء الفيه بأنّهم تحصّلوا على معلومات عن وجود أموال كبيرة وصفها بأنها ستُحدِث هزة كبيرة وقال أنّها موجودة وتحت الرقابة الأن وسيتم الحصول عليها (عاجلاً أو أجلا).
مع عدم فهمنا لشكل الهزة وقوتها وهل تُشابه قوة هزة زلزال محمد عصمت التي ما زالت آثار قوتها المُدمرة تُدمر في قلاع الأسافير حتى يومنا هذا عند خروجه للملأ وما من أحدٍ طالبه بذكر ما يتوهمه وذكر (طائعاً) بأنّ للإنقاذ أرصدة تبلُغ (64) ملياراً من الدولارات في دولة ماليزيا وبعض المبلغ (إن) صحّ القول فيه حل لكل مشاكل السودان ، البدوي ترك المجال مفتوحاً للتأويل والحُلم ودفع لنا بمجموعة أسئلة تحتاج إلى إجابات قاطعة في زمان اللا غتغتة إذ لم يُخبرنا عن حجم المبالغ وعند من هذه الأموال ومن الرقيب عليها ، وللمزيد من التسويف ذكر لنا أنّ الحصول عليها ممكنا (عاجلاً أو آجلا).
كُل ما نخشاه أن لا تكون هذه الأموال (المزعومة) هي أموال الشركة الروسية لو تذكرونها والتي أوهمتنا يومها وفي باحة قصر السيادة بأن السودان فيه الكثير من الكنوز المعدنية المخزونة والتي تبلغ مُجمل عائداتها الدولارية إن أُستُخرِجت ما لم تستطيع خانات دفاترنا المالية والمحاسبية أن تحصر أصفارها ، ونقول للسيد وزير المالية الغائب عن السودان لعقود من الزمان أنّ المواطن (العادي) فعلت فيه المُعاناة فعلتها وصقلته نيرانها وصيّرته واعياً مُلماً بكُل ما يدور حوله وأصبح يُميّز بين الممكن واللا ممكن ويُفرِّق جيداً بين الحقيقة والوهم وما عادت أوهام الساسة وتصريحاتهم (الهوائية) تُحرِك فيه ساكنا .
وهل سمعتم يوماً أنّ الوعود الفاضية والتصريحات الخاوية أشبعت مواطناً من الجوع أو أنقذت لنا أسرة من براثن الفقر.؟
بعضهُم يقول قولاً وضعوا تحته الكثير من الخطوط الحمراء والرمادية أنّ التصريح جاء على خلفية تصريحه المُحبط (الجلطة) والذي ذكر فيه أنّ بلادنا تحتاج عاجلاً لمبلغ خمسة مليون دولار لانقاذ اقتصادها من الانهيار ، التصريح الذي أحدث هزة عنيفة لن يتعافى منها المواطن حتى وإن كانت هذه الأموال المزعومة المحفوظة تكفي المطلوب أو أكثر منه .
نقول للسيد وزير المالية أنّ المواعين الإعلامية في عالمنا اليوم فيها مُتسع لحفظ أي كلام (فاضي ومليان) وغرابيل الإنجاز فيها وفرة يعلّق فيها الإنجاز الحقيقي ويسقُط ما دونه مع الشوائب وقد تفاءل بكم خيراً من ضيّعت سنواتهم السياسات المُرتجلة والتصريحات المُتعجلة فلا تُحدثوهم بما لا يُفيدهم واصبروا حتى ينضج ما وضعتموه في حلة الاقتصاد واهتفوا بأعلى الصوت وقتها للمواطن أن يدنو للاستمتاع بخلاصة الحلة والتي نتمناها مسبوكة.