ان كل الذين استشهدوا من اجل الحرية قد دفعوا دماءهم ثمن امكانية ابداع شكل اكثر عدلا من الحياة المشتركة و العيش الكريم ، و برحيلهم فقد تأبدت فيهم اشواقهم للحرية والعدالة والسلام و ان افضل ما يمكن ان نهديه لهم في عليائهم هو وفاءنا للشعارات التي استشهدوا من اجلها حرية سلام وعدالة و الحكم المدني الخالص ، و استكمال ما بدأوا من كفاح واضعين نصب أعيننا احلام هؤلاء الرفاق و من ثم تحقيق القصاص العادل لارواحهم الطاهرة ، و لابد ان يدرك الفرد منا ان ذاته هي اقتدار على الحرية و ان نيل المطالب ليس بالتمني و إنما بالتحرر من الخوف و التحرك نحو تلكم المطالب .
و كما ذكرنا منذ البدء ان محطة اليوم الثلاثين من يونيو لن تكون سُدرة منتهانا بل هي محطة ثورية لها ما بعدها و ان آلة الموت الانقلابية اليوم بممارستها القتل و التنكيل و السحل قد اضافت علي كاهلنا حقوق سبع شهداء جدد الي الآن سائلين المولى عز وجل أن يتقبلهم مع الشهداء و الصدقين مع اعداد لا تحصى من الجرحى و المصابين مع وجود عدد من الإصابات الخطيرة ، قد انتقلوا رفاق اليوم الي جوار من سبقهم الي خلود الرفيق الأعلى لهم الرحمة و الخلود و لنا الغضب و مواصلة طريق النضال السلمي و الخزي و العار علي القتلة و مرتزقتهم المأجورين ، وأن كل ما حدث اليوم قد حتم علينا زيادة وتيرة النضال لاسقاط هذا الانقلاب اللعين و زبانيته المرتزقة.
و عليه نعلن في تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم عن التصعيد السلمي المفتوح في كل ربوع الوطن الجرح الي حين إسقاط الانقلابين من لجنة آمن الساقط بشيرهم الذي علمهم الافك و قتل النفس الذي حرم الله قتلها ، و ندعوا كل شرفاء الوطن كما كانوا في الموعد اليوم كالطوفان من كل فج بأن يستمر تدفقهم هكذا ، متسلحين بسلميتنا التي لم تفارق سبيلنا يومًا رغم حجافل الموت المدججة بالمرتزقة اللئام ، مستخدمين فيها جميع ادواتنا السلمية المجربة و الغير مجربة ، كما نحث رفاقنا في النقابات المهنية و العمالية بتنظيم صفوفهم و تجهيزها للعصيان المدني و الإضراب السياسي الشامل.