صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بلد الخيبات …

12

فيض وانحسار

حواء رحمة
بلد الخيبات …


وما أن تنقشع شمس الصباح حتى نطالع في صحف الصباح اخباراً حزينة وأخرى عجيبة، ومنها ما يثير الدهشة والاستفهام، وبينما نمد اعيننا على مجموعة الأخبار التي تكاد تصيبنا بارتجاج في المخ، يلكزنا أحدهم لا تستغرب فأنت في السودان، تلملم دهشتك وتمضي )وتسكت ساكت( نعم لا تعليق فحتى التعليق على الاخبار الواردة )بجيب الهواء( ويدخلك في حرج وجرجرة وقد تتهم بالطابور الخامس ثم تتشربك في استفسارات انت في غنى عنها .
واذا سلمنا حول أن هذا البلد كما يقول اهلنا الكبار الذين ادركوا عجز هذا الجيل عن التعبير عن حقوقه وعدم قدرته على التغير بقولهم ) دا قدركم ( وهم يتحفونا بحكاوي زمانهم كيف كانوا يعبرون عن احتجاجهم اذا أي تقصير من الحكومة في مجال الخدمات يرفعون اصواتهم وكما يقال بلغة اليوم )بدقوا جرس( حتى ترجع الحكومة عن سياستها او )تديهم عرض اكتافها ( ثم يتباهون امامنا ببطولاتهم وصمودهم ومواقفهم، ويصفونا بسخرية )انتوا جيل الواتساب( الله يكون في عونكم .
نعود الى ما تحمله الاخبار المبكية المضحة المتناقضة، ففي وقت مضى كان الحديث عن الفساد وملاحقة المفسدين حديث معلن وجادي سلم سلم به المواطن وقايل )القبة تحتها فكي ( وما أن تم القبض على بعض الفاسدين والقطط السمان والمتهمين بالسرقة نفاجأ بأنباء مفادها أن اطلاق سراح فلان لعدم ثبوت التهم عليه، وهكذا كل يوم سيتم اطلاق سراح قط سمين او مختلس كبير، لعدم كفاية الأدلة، فالسؤال من الذي )غرف المال العام( واين ذهبت ثروات هذا البلد الذي ) عدم الحديدة ( وحتى الحديدة تم قلعها منه فاصبح الشعب مقشط يدفع ثمن خواء الخزينة.
أن ما يحدث قد يصيب المركزين ومصدقين بأن هناك محاربة للفساد ومحاسبة للمتسببين في تعثر الاقتصاد الوطني بانفصام الشخصية، فهذه الحكومة كما يقول المثل )تسمع كلامها ولا تشوف عمايلها( فلماذا تخدعون المواطن وتوهموه بأنكم تلاحقون من عبث بالمال العام وسوف تعود الأمور الى نصابها وينهض الجنيه ويدخل حلبة العراك مع العملات العالمية هذا الجنيه الذي بمجرد نطق اسمه تصاب بخيبة الأمل والاحباط وتحملك الغيرة عليه وتفكر في كيف له أن يصل الى هذه المرحلة من التدهور، فقد اصبحنا نسمع نغمة )جنيهكم ما بساوي حاجة( .
لقد هرم هذا المواطن من سماع ما يسبب له الاحباط و)النفسيات( جراء سياسات الحكومة التي لا تخجل ولا تتململ وهي ترى عملتها منهارة وانتاجها متدهور ومواطنها يلهث من شدة المعاناة لا يجد )حق العلاج( ولا حتى وجبة اليوم وهي ابسط الحقوق التي يجب أن توفر له في بلد غني بالمواد، بالله عليكم ماذا تفعلون بهذا الوطن الذي يئن من كثرة الصدمات والخيبات …

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد