بدّد المهندس عثمان سمساعة محافظ مشروع الجزيرة مخاوفي، بأن هنالك على الأقل من يحمل الجذوة الخضراء في الليلة الحمراء.. في غمرة المهرجانات السياسية ، فنحن أصلاً نتحرك بحمولة سياسية باهظة، وأن الظروف الأمنية الحالية بطبيعة الحال تحتاج إلى المزيد من الجهود السياسية للتوافق والتجاوز، )عايره وأدوها سوط( ! !
غير أن السيد سمساعة قد خرج في الوقت المناسب بالموضوع المناسب ، وهو يحدث ويبشر بالخطة التأشيرية للموسم الزراعي 2019م – 2020م التي تستهدف زراعة 1,4 مليون فدان بمحصولات العروة الصيفية، التي تحتوي على 200 ألف فدان قطن، و400 ألف فدان ذرة، و250 ألف فدان للفول السوداني ، إضافة لمساحة 50 ألف فدان للخضروات والمحاصيل الصيفية الأخرى.
وشدد السيد محافظ مشروع الجزيرة على ضرورة توفير المدخلات الزراعية المطلوبة للموسم 2019م – 2020م من أسمدة ومعفرات الحشرات والفطريات ومبيدات الحشائش والحشرات وتأمين تقاوى القمح والقطن وتقاوى الذرة المعتمدة والخيش للقطن والقمح. والاستعداد المبكر لعمليات الري بصيانة القنوات قبل بداية الموسم وتوفير الأعداد الكافية من الكراكات ذات الكفاءة الجيدة لإزالة الأطماء والحشائش وتكملة الإجراءات لتوفير التمويل اللازم.
ودعا سمساعة لرفع سقف التمويل إلى 200 ألف جنيه لمقابلة ارتفاع كلفة المدخلات الزراعية.
كما أكّد على أهمية تسوية الأراضي الزراعية باستخدام تقنية الليزر والعمل على مكافحة شجرة المسكيت والأشجار الأخرى، ودعم أسطول العربات العاملة بالغيط وتهيئة بيئة العمل بصيانة المكاتب والمنازل لاستقرار المفتشين وضمان وجودهم وسط المزارعين و…و… و… و… انتهى حديث السيد سمساعة …
رأيت أن احتفل بحديث السيد محافظ مشروع الجزيرة الذي طرحه خلال منير سونا، وذلك لأنه حديث الوعي وسط غياب الرؤية كما يقول أحمد مطر، وطن يمد حضوره وسط الغياب.. وطن يلم شتاته في الاغتراب ..
على أن هذا الحديث الهادف يأتي في وقت يشتغل فيه الإعلام والرأي العام بالحراك والثورة والعصيان والحكومة الجديدة القديمة، وكل شيء إلا الإنتاج.. والمدهش أن بلادنا لا تحتاج لشيء مثل احتياجها للزراعة والإنتاج وتعزيز الصادر والاقتصاد ..
رأيت أن أجعل )صيحة سمساعة( هي حديث الساعة، أو على الأقل أن تجد لها موطئ قدم في مسرح يزدحم بأشياءٍ كثيرةٍ ليس من بينها )الإعداد المُبكِّر للموسم الصيفي( فحسب، بل عنوانها بامتياز )الإعداد الجيد لانتخابات 2020(… اللهم إلا صيحات الرجل ومجهودات البنك الزراعي الطموحة …
أتصوّر لو أن الرجل سمساعة أسس )لحزب الخضر السوداني (، ودخل الانتخابات القادمة ببرنامجه الصيفي الذي طرحه خلال منبر سونا، لكان ذلك أجدى من أطنان من مصطلحات الإنتاج والإنتاجية التي لم تطعم قائلها نفسه، فضلاً عن شعب ظل يدفع فواتير السياسة الباهظة بلا مقابل.. وليس هذا كل ما هناك.