صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الوعود الباريسية وغد الدولة السودانية..!!

15

———-

بلا أقنعة _ زاهر بخيت الفكي

الوعود الباريسية وغد الدولة السودانية..!!

من لم يفرح بما اكتسبناه في باريس فليُراجع وطنيته ، ويكفينا عودة السودان إلى حُضن الأسرة الدولية والترحاب به كعضو فاعل بعد أن أقعدته العنتريات لتمدد الفرح فينا حتى ولو لم نعُد من باريس بدولارٍ واحد ، لقد أشرعوا لنا الأبواب للدخول إلى منظومةٍ أوصدوا عنّا أبوابها لزمانٍ طويل بعد أن توهمنا أنّ السباحة عكس تيارها ممكنا ، وصرنا كأسدٍ أعجبته قوته وظنّ أنّ العيش خارج مملكته في الغابة ممكناً فافترسته الكلاب الضالة بعد اجتماعها عليه ، عُدنا والأمل يحدونا بأنّ الغد أفضل من يومنا هذا وأمسنا الذي مضى ووعود الأصدقاء (إن) تحققت سنعبر بها إلى برٍ آمنٍ ، وسننتصِر بها على فشلٍ مكث فينا وعلى بؤسٍ خيّم في ديارنا.

لقد طرق الفرح أبوابنا بهذه العودة الميمونة إلى الميس الدولي الذي خرجنا منه بسبب العبط السياسي وصعُبت علينا العودة، وظللّنا نطوف حوله لسنوات ونلهث طمعاً في منفذٍ يُعيدنا إليه وما استطعنا ، وبيننا من يسخر اليوم من هذه التطورات الايجابية، وبيننا من ينظُر إلى هذه الجهود المُقدرة بعين التبخيس ، لقد وعدونا بالوقوف معنا لحلحلة الديون المُتلتلة ووافقوا على العمل معنا لبناء وطنٍ وهبه الله بهباتٍ كثيرة ومواردٍ وفيرة، وكانوا يبحثون عن طُرقٍ آمنة للوصول إلينا والدخول معنا في شراكاتٍ تعود بالنفع علينا وعليهم.

نقول للساسة من الممكن بأن تجعلوا من هذه البلاد مصباً لتدفقات أموال العالم واستثماراته وبالطبع لن يتأتى هذا ونحن هكذا، فابحثوا عن إيجاد الأسباب التي تُغريهم بالمجي إلينا طائعين، وابحثوا عن توفير أدوات حمايتهم وحماية استثماراتهم، وتوفير مناخ الاستثمار لهم، ولا تكونوا كمن دحرناهم بالأمس وقد تسببوا بأفعالهم المُشينة في هروب المُستثمر الأجنبي والوطني، ولوثوا بممارساتهم الفاسدة بيئة الاستثمار في بلادنا.

الكُرة اليوم في ملعبكم فالواجب قبل أن تبدأ المباراة الشروع في تهيئة الميدان ونظافته وإلّا فالخسارة واردة والفوز مستحيل، أزيحوا من ملفاتِ الاستثمار كُل من تحوم حوله شبهات أو من اشتمتُم فيه رائحة فساد حتى لا ندخُل في تلك الدائرة الخبيثة، واعلموا بأنّ الإنقاذ قد جاءت بمُستثمرين كُثر، ولكنها غدرت بهم فمنهم من عاد إلى بلاده بعد مقابلته لأول مسؤول، ومنهم من ترك لنا أوراقه وتصاديقه ونجا بأمواله، ومنهم من شرع في الاستثمار واستحال عليه الاستمرار وضحى في سبيل نجاته بما أنفق في مشروعاته وآثر الهروب.

هل لديكم اليوم مواقع استثمارية جاهزة لمنحها لمن يتعجّل الاستثمار عندنا..؟

يحتاج المُستثمر لقانون يحمي أملاكه ويحول بينه ومواطن أنتُم أعلم بحاله، وكثير من المشاريع الضخمة فشلت بسبب اعتراض المواطن في منطقة الاستثمار على إقامة المشروع مهما كانت عائداته لقناعته بأنّ الأرض خالصة له لا علاقة للحكومة بها ، فهل القانون جاهز قابل للتنفيذ ..؟ وإلّا فلنعتبر ذهابنا إلى باريس مُجرد نزهة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد