بدأت القوات الأمنية ، صباح اليوم الأحد، انتشاراً أمنياً كثيفاً في العاصمة الخرطوم هو الأوسع من نوعه منذ سقوط الرئيس عمر البشير في أبريل /نيسان الماضي.
وجاء الانتشار قبيل ساعات من موعد مواكب مليونية دعت إليها قوى إعلان الحرية والتغيير، للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين، والتنديد بمجزرة فض اعتصام محيط القيادة العامة للجيش في الثالث من الشهر الجاري.
وارتكزت قوات الدعم السريع والشرطة والجيش في غالب شوارع الخرطوم الرئيسية، بينما سيرت وحدات من القوات ذاتها دوريات تجوب وسط الخرطوم وأطرافها، في حين أُغلق أحد الشوارع المؤدي إلى مقر قيادة الجيش، والذي شهد في الفترة من 6 أبريل/نيسان وحتى 3 يونيو/حزيران اعتصاما شعبيا أطاح عمر البشير، وفضه المجلس العسكري بالقوة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 معتصم.
ورفعت السيارات التابعة لقوات الدعم السريع على متنها أعلام السودان، بينما حمل الجنود الأسلحة الخفيفة. وقد ركزت القوات الأمنية وجودها في النقاط التي حددتها قوى إعلان الحرية والتغيير للاحتجاج في كل الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، كما زادت الحراسة العسكرية على المؤسسات الحكومية.
وفي الخرطوم، أغلق عدد كبير من المحلات التجارية أبوابها تحسبا لمواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، بينما خفت الحركة في الشوارع، كما نقلت تقارير صحافية عن تجار بوسط الخرطوم أن السلطات الأمنية طلبت منهم إغلاق متاجرهم اليوم الأحد.
من جهتها، حثث قوى إعلان الحرية والتغيير، في بيان نشرته على صفحة تجمع المهنيين في فيسبوك، الثوار على التحضير والتخطيط لكيفية الوصول إلى نقاط التجمع، والتحرك في مجموعات صغيرة والحضور إلى نقاط الاحتشاد قبل فترة من الموعد لانطلاقها في الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي.
وذكر البيان أن حماية مواكب اليوم مسؤولية كل ثائر وثائرة، مع التأكيد على سلمية قوى إعلان الحرية والتغيير في جميع خطواتها الساعية للتغيير، كما دعا البيان الثوار لاستخدام مكبرات الصوت وتوحيد الهتافات، مشجعا إياهم على “الثبات ومقاومة أي محاولة للاعتقال أو فض المواكب من قبل مليشيات المجلس العسكري”.
وخارج الخرطوم، أكدت معظم المدن السودانية اكتمال استعداداتها للمشاركة في مواكب اليوم. ففي مدينة سنار، جنوب البلاد، سير شباب مساء أمس تظاهرات متفرقة للترويج لمليونية اليوم، بينما أكد جعفر خضر، أيقونة الثورة في مدينة القضارف استعداد المدينة للإسهام مع كل السودانيين في إنجاح المواكب.