صباحكم خير
د ناهد قرناص
المندسون ..
ابناء جيلنا يعرفون جيدا (رقم صفر ) زعيم فرقة الشياطين ال13 ..كانت مجموعة قصصية تصدر بصورة دورية ..عن 13 بطلا من دول عربية مختلفة يشكلون فريقا يعمل على تحقيق العدالة والانتصار للخير ..هذا الفريق له امكانيات هائلة ويتحصل على تدريب عالي بدنيا وتقنيا ..رقم صفر هو الزعيم ..لكن لم يره احد من قبل ..يسمعون صوته ويتلقون تعليماته ولم يفكر احد في سبر اغوار تلك الشخصية .. على ايامنا كان ذلك مقبولا نوعا ما ..فقد كان هناك الكثير الذي نجهله ..وكنا نطلق على كل شخص غامض (رقم صفر)
كنت اظن ان (رقم صفر) من بنات افكار كتاب قصص الاطفال ..حتى اظلنا زمان (المندسين) ..اناس يهبطون علينا بليل ..يفعلون فعلتهم ..يقتلون ويخربون ..يمتطون سيارت تجوب الطرقات ..يطلقون النار ويلهبون المارة بالسياط ..كل هذا تحت مسمع ومرأى الجميع ..وعندما تسأل من بيدهم الامر ..يقولون ما لنا في هذا الامر من شئ ..انهم (مندسين).
يقرر الشعب الخروج في مسيرة سلمية ..يعلنون ذلك على رؤوس الأشهاد ..يخرجون الى الشوارع عزلا ..فجأة تاتي رصاصة من مكان ما ..تنتقي بدقة من تريد ..ناشط او رئيس لجنة من لجان الحي …تصرخ مناديا ..يا شرطة ..يا بتوع الامن ..من قاتل هذا الشاب ؟ يرفعون اكتافهم ويقلبون اكفهم قائلين ..مالنا في هذا الامر من شئ ..انهم (مندسين) .
من هم هؤلاء المندسون ؟ وهل يلبسون طاقية الاخفاء؟ ..هل لهم قدرة على التبخر في الهواء ما ان يقوموا بفعلتهم ؟ كيف تكون لدينا لك هذه الاجهزة الامنية ..وكل تلك المباني التي تحمل لافتات (تزغلل العيون )..وحاجات تجي وحاجات تروح ..ولا يتم حتى الآن الاعلان عن القبض على احد (المندسين) ..ولا حتى هناك امل بقرب انتهاء الظاهرة ..الغريبة ان المندسين منذ العهد البائد ..لم تتم اقالتهم ..ويبدو انهم يرفلون في دعة ونعيم ..ويرسلون الاشارات بمشاركتهم في التجمعات والمسيرات…والا فكيف يمكن تفسير التحذيرات التي اطلقها منسوبو المجلس العسكري (قبل المليونية) بانه سيكون هناك مندسون يسعون للتخريب !!..بل استبق المجلس العسكري الأحداث وقام بتحميل المسؤولية كاملة لقوى الحرية والتغيير لأي (روح تزهق) ..هل اطلعوا الغيب ام اتخذوا عند الله عهدا ؟
سؤال يراودني ..لماذا يشارك المندسون في التظاهرات الخاصة بالشعب ولا يشاركون في التجمعات الرسمية ؟ ليه كدا بس؟ الا تصل الدعوات في موعدها ؟رغم ان الاعلام مسخر لها تماما ..وهناك الكثير من الاغراءات والوعود التي تبذل فيها ؟؟ شئ غريب ..لكن ما علينا ..المهم ان قصة رقم صفر ..والمندسون الذين لا يعرف حقيقتهم احد ..والذين لا يمكن ملاحقتهم لانهم ملثمون ويمتطون سيارت بلا لوحات ..كل هذه الدراما كان يمكن ان تنطلي على جيلنا ..ناس الالغاز والشياطين ال13 ..لكنه لا يجدي باي حال من الاحوال مع جيل الثورة الرقمية ..والاقمار الصناعية والكاميرات التي تصور من على البعد ..فقد تم رصد الاماكن وتصوير الجماعة المندسين ..وقريبا تنجلي الحقائق..وتنتشر صور الذين كانوا يحملون بنادق القنص ويترصدون الثوار ..قريبا سنعرف من هم الذين حرقوا قلوبنا على اولادنا ..حينها سيعرف الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.