القيادي الإسلامي المعروف أحمد عبد الرحمن يتأسف على نهاية الإنقاذ ويعتقد أنها سُبة للإسلاميين أنهم تابعوا رجلا واحدا، وفي ذات الحوار المنشور في صحيفة (الانتباهة) أمس يقول عبد الرحمن إن البشير تحوّل لمظلة فساد.
ما انتهت إليه الحركة الإسلامية أو جناحها السياسي المؤتمر الوطني كان بالإمكان حتى قبل ساعة الصفر بقليل أن تتحول إلى خانة قيادة التغيير بدلا من خانة السقوط.
وما أكثر الفرص التي حظيت بها الحركة الإسلامية لتكون قيادة للتغيير والإصلاح وبأقل تكلفة لكنها على الدوام ظلت تفضّل أن تكون تحت ظل الرجل الواحد الذي وعلى مدى سنوات طويلة طوَّع الحركة والحزب والحكومة كأدوات تحت خدمة سياساته المستبدة وجعل مصيرها ومصير البلد تحت رحمة مصيره.
ما انتهت إليه الحركة أو دولتها كان بفعل سياستها كمن يحفر لنفسه قبرا، كتبت شهادة انتحارها قبل أن يكتب الآخرين شهادة وفاتها.
حتى من تحلى بالشجاعة وطرح رأيه بضرورة المراجعة قبل أن تقع الواقعة واجهته أصوات التخوين وصولا للتكفير، وحتى بعدما بانت ملامح النهايات لم تتوقف الحركة عن دعم المستبد انطلاقا من فكرة الحفاظ على دولة الحركة وفي نهاية المطاف وقف أمين حسن عمر وحيدا يقاتل الاستبداد داخل الحزب والحركة.
المستفاد من تجربة الحركة في الحكم ينبغي أن يتحول لرصيد كافي لكل تجارب الحكم، الحركة الإسلامية لم يهزمها إلا فساد فكرتها. الفكرة التي تمكِّن للفرد سلطة مطلقة بحماية مطلقة لا تحمي فقط من انتهاك المال العام بل حتى من جرائم القتل لتتحول الدولة إلى مجرد (حيازة).
الفساد هو الهازم الأكبر لكل تجارب الحكم ولن يكون قاصرا على الحركة الإسلامية إذا ما ظلت الشعارات مجرد شعارات بعيدة عن واقع الحال بل من الممكن جدًّا أن تأتي تجربة وتفسد أكثر وأكثر إذا اتخذت ذات الغطاء العاطفي.
ما يستفاد من التجربة الآن بدأت ملامحه تظهر في الشارع. هذه الثورة أيقظت وعيا بالحقوق كان نائما لسنوات وسيكون هذا الشارع يقظا، ولا كبير عنده إلا حقه.