الفترة الانتقالية، أقصر من قصة قصيرة، ولكن كثير من عصابة الكيزان والمتكوزنين ومن الناقمين والكارهين لثورة ديسمبر المباركة وآخرين تضررت مصالحهم كثيراً، فهؤلاء يعملون على إطالة مدة الفترة الانتقالية، حتى يتسنى لهم احياء رميم حزبهم البائد، ونشر عظامه، ولكن قلما ادبر شيء فرجع، فهل ينصرفون عن ذلك الطمع.؟.
(1) أربعة تحتاج إلى أربعة
أربعة تحتاج إلى أربعة، تعويم الجنيه السوداني يحتاج الى جاهزية الحكومة بالنقد المحلي، والحرية تحتاج إلى تقديرها واحترامها وعدم التعدي على حرية الآخرين، وكرة القدم السودانية تحتاج إلى قلب الطاولة على اداريي ولاعبي فرق القمة تحديداً، والاسواق في عموم مدن السودان تحتاج إلى خطوات تنظيم، فالاسواق بالسودان قنابل موقوتة، قابلة للانفجار، عند أول مشاجرة.
(2)المجرم الذي لا يرجى خيره
في العهد البائد، كان علماء الرئيس، الذين توعدهم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بالويل، فقال، (ويل لامتي من علماء السوء يتخذون العلم تجارة، لا أربح الله لهم تجارة) وكان هؤلاء العلماء يعتبرون معارضة نظام البشير، يعتبرونه ضرباً من ضروب الكفر ونوعاً من الزندقة والفسوق، التي تستوجب أشد العقاب، ولو قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، ومن بين أولئك العلماء، كان الشيخ الني، يوسف عبدالحي ، شيخ الدولارات، الذي نراه في هذه الأيام يفتي بعدم إعانة ومساعدة حكومة الفترة الانتقالية، باعتبارها حكومة كافرة (لا أعرف كيف أفتى بكفرها؟)، وذلك عندما رأى بصورة لا غبش ولا فوتوشوب فيها، رأى تدافع السودانيين الشرفاء، داخل وخارج السودان، وهم يودعون مالديهم من عملات أجنبية داخل البنوك السودانية او بالخارج، فرفع هذه المنظر الوطني البهيج (الذي عرف به الشعب السوداني)، رفع ضغط شيخ الدولارات، ومعه آخرون، وفقع مرارته ومرارة آخرين، فانقلب السحر على الساحر، وضرب الناس بفتواه عرض الحائط، وانقلب كيده الى نحره، ومن حيث لم يحتسب، ساعد وساهم الشيخ الني، في نشر فضيلة حب الوطن، التي عمل نظامه البائد، بكل الحيل والأساليب على اغتيالها، ومن تحت الركام خرج حب الشعب لوطنه، واشرقت شمس الوطنية، وصدق الشاعر (وكأنه يخاطب الشيخ الني)، فيقول له (وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حقود، ولولا اشتعال النار فيما حولها ماكان عرف طيب عرق العود) ومن عرف جرائمه وأصر عليها، فلا يرجى خيره، أيها الشيخ من حل دينه نامت عينه، كدي حول لينا الخمسة مليون دولار الاداك ليها المخلوع البشير، ومارجعتها لحد الآن، فالموت من الحياة ما معروف!!.