كانت مصادر موثوقة بالنيابة العامة كشفت سابقاً عن عدد ستة متهمين هاربين في قضية أحداث انقلاب الثلاثين من يونيو منهم ثلاثة خارج السودان فيما أخفى ثلاثة آخرون أنفسهم داخل السودان وقالت النيابة إن كافة محاولاتها فشلت للقبض عليهم.
وانشغل الناس كثيراً بتفاصيل محاكمة الذين تم القبض عليهم، تلك التفاصيل التي تعد واحدة من المسرحيات سيئة الإخراج التي مازال أبطالها يمارسون هواية التمثيل على مسارح المحاكم ليوهمون العامة من الناس ان رموز المظام البائد تتم محاكمتهم بصورة طبيعية تصدق فيها النوايا، بيد ان المتهم والمحامي والقاضي نجمعهم أواصر المحبة والانتماء لحزب واحد لذلك ان تنائج هذه المحاكمات ستكون أشبه بنتائج لجنة فض الاعتصام سلسلة من التفاصيل طويلة الأجل تمتد بامتداد فترة الحكم الانتقالي في السودان عمليات تستمر تحت تأثير التخدير.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعيداً عن أروقة المحاكم وجُدر وحواجز سجن كوبر اين المتهمين الذين فروا من المحكمة والذين يخفون أنفسهم داخل السودان وهل من المنطق ان النيابة والشرطة والأجهزة الأمنية عجزت عن القبض عليهم، السلطات الأمنية التي تلقي القبض على كبار المجرمين في اقل من (٧٢ ) ساعة هل فشلت في إلقاء القبض على متهم هارب من محكمة بدأت جلساتها من يوليو الماضي أي قبل عام كامل من الآن هل فشلت كل السلطات في السودان من القبض على الهاربين وكل المعلومات تؤكد عدم خروجهم عبر مطار الخرطوم ، أم ان المتهمين الهاربين ، يعيشون حياة طبيعية في السودان بجهل السلطات او بعلمها ، او قل بعلم المحكمة نفسها او بجهلها.
إذاً من الذي ( يغطي) على هؤلاء، هل هم تحت حماية شخصيات نافذة في الحكومة ام قيادات عليا من الجهات الأمنية والشرطية أم ان صغار الضباط هم الذين يمنحونهم الحرية حتى يتمتعوا بنعيمها المنهوب من أفواه الشعب المغلوب على أمره.
المعلومات الدقيقة الواردة للزاوية تتحدث عن أحد الهاربين والذي يعد من كبار اللصوص في العهد البائد الذين نهبوا أموال الشعب وهو من المشاركين البارزين في انقلاب الثلاثين من يونيو مع ان هذا ليس هو الاتهام الوحيد الذي يواجهه المتهم ، بل تلاحقه عدة اتهامات أخرى بقضايا فساد لكن الرجل له من الاموال مايسيل له لعاب مطارديه فهو يدفع كالذي لا يخشى الفقر، من أمواله أقصد أموال الشعب حتى يظل في قائمة الهاربين فهو لا يفرق معه كثيراً ان جاء اسمه في صدر صفحات الصحف تحت عنوان (متهم هارب) مايهمه هو ان يبقى حراً طليقاً تحت أي مسمى فيمكن ان يكون شريكاً لقيادات النظام البائد في الانقلاب وفي الفساد وفي كل شئ إلا النوم ليلة واحدة في سجن كوبر.
فوجود أشخاص مثل هؤلاء يتمتعون بكافة مقومات الحرية في قضية يقبع فيها بقية المتهمين بالسجن فيه كثير من الظلم وعدم الإنصاف.
كما ان يحالفهم الحظ في نهب المال العام في حكومة المخلوع ويكون ذات المال المسروق هو طوق نجاتهم الآن من المحاكمة هذا أيضاً ظلم، أن يمارسوا الفساد في عهدهم المقبور لكي يكونوا نموذجاً سيئاً للقيادة، ويأتوا ليمارسوه بعد زوال حكمهم ليكون السوء صفة لحكومة الثورة فهذا ظلم أكبر.
لهذا يكون النداء والمناشدة لكل الجهات المعنية والسلطات المسئولة ولجنة التفكيك تحسسوا قائمة الهاربين في قضية الثلاثين من يونيو المتهم (x) ربما يكون قريباً منكم وأنتم لا تشعرون .