* إعتقد (حميدتى) ان الدعوة للاضراب مجرد (هظار)، فهدد كل من يضرب بالفصل، وهو لا يدرى انه لا يستطيع فصل شخص واحد دعك من كل المضربين، أم يعتقد أن القوة التى يعتمد عليها ستخيف الشعب وتمنعه من الإضراب إذا قرر؟!
* ومن الذى منحه حق الحديث عن الاضراب وفصل المضربين، أم يظن انه ورث السودان وشعبه من المخلوع المجرم لأنه رفض قتل المتظاهرين .. ومرة أخرى أقول له ولمجلسه العسكرى الذى يأبى أن يسلم السلطة للشعب، إن الامتناع عن قتل الشعب وحمايته هو واجبهم قبل ان يكون عملهم الذى يتقاضون عليه الأجر، ولا يجب أن يُكافئوا عليه بمال أو جائزة أو المطالبة بالجلوس على كرسى الحكم، إلا إذا لم يكونوا ينتمون لهذا الشعب، وفى هذه الحالة فإن الشعب السودانى على إستعداد كامل لتسديد المقابل المطلوب لامتناعهم عن قتله، ولكنه لن يسمح لهم بالتحكم في مصيره وانتهاك سيادته واغتصاب حقوقه، فأى خيار يفضلون: الإنتماء للشعب أم المكافأة والتحلل من هذا الإنتماء ؟!
* ثم ان الإضراب ــ يا قائد الدعم السريع ــ وسيلة مشروعة لنيل الحقوق، تنص عليها وتعترف بها كل القوانين الوطنية والدولية، ولا تستطيع أنت أو غيرك أن تمنعها او تنتقص منها .. وأرجو أن تسأل من تثق به وتطمئن لإجابته حتى تتأكد من صدق حديثى، وعلى كل حال فنحن شاكرون لاعلانك المجانى عن الاضراب الذى نزمع القيام به إذا أصريتم على اغتصاب حقوقنا والوقوف أمام تطلعاتنا في الحرية والسلام والعدالة والدولة المدنية الديمقراطية، والانصياع لأوامر المتربصين بنا في الداخل والخارج .. وستدركون حينها ما معنى أن نضرب من أجل حماية حقوقنا، وستتمنون لو كنتم في صفنا لا ضدنا!!
* لا شك أنكم تعلمون علم اليقين نضال شعبنا على مر العهود والسنين ــ وأنتم جزء عزيز منا إلا إذا أردتم غير ذلك ــ وإتقاننا لكافة اساليب النضال في نيل حقوقنا، وعلى رأسها الإضراب والإعتصام .. حدث ذلك قديما في اكتوبر 1964 وفى أبريل 1985!!
* وحدث حتى في العهد البائد قبل أقل من ثلاثة سنين، وزلزل اركان المخلوع وزبانيته واجهزة امنه وحمايته، وإن كنتم نسيتم أو أنكم تتناسون، فلقد كان ذلك في نوفمبر 2016 وبالتحديد في أيام 27 و28 و29 نوفمبر .. عندما اعتصم الشعب في المنازل، فخرج المخلوع خائفا مرتعبا متجرسا يصرخ كالملدوغ، يعوى كالكلب السعران، ويمارس عادته في اطلاق الشتائم والاساءات ويطلب منازلته في الشارع (كأى رباط أو رئيس عصابة) وهو أجبن من أن يثبت على كلامه ولكنها مجرد طرقعة علبة صفيح فارغة، ووضح ذلك في ثورة ديسمبر المجيدة عندما خرج اليه الشعب الأعزل وذهب اليه في عقر داره، فخشى ان يخرج إليه، إلى أن خُلع ورمى في السجن ينتظر مصيره المحتوم!!
* ذلك الاعتصام والعمل الثورى المجيد لم يتوقع أحد أن ينجح أبدا، وكيف ينجح ولقد اختفى حتى مصطلح (الإعتصام) من القاموس السياسى السودانى منذ وقت طويل ولم يسمع به معظم الشباب الذين يعتمد عليهم نجاح العصيان، دعكم من فهم المعنى السياسى له، وعدم حصولهم على سابق خبرة بحكم صغر سنهم، وغياب اصحاب التجربة والخبرة إما بسبب الفصل او التقاعد أو الهجرة أو الوفاة، واحتكار النظام للعمل النقابى، وضعف الاحزاب بسبب القمع السياسى الطويل، واعتقال عدد كبير من القادة والناشطين السياسيين والزج بهم في السجون، فضلا عن غموض الجهة التى دعت الى الاعتصام!!
* رغم ذلك نجح الإعتصام نجاحا كبيرا، وظهر ذلك في خلو أماكن العمل والأسواق والشوارع من المواطنين، وتوقف المواصلات العامة، واغلاق الجامعات والمدارس ..إلخ، وكان نجاحه صدمة كبيرة للنظام المخلوع .. ولكنه ظن أنها ضربة لازب أو حظ، ولم يتعظ ولم يرعو وظل في غروره وغلوه وفساده وجرائمه .. الى أن انتفض الشعب في ديسمبر، ثم انقض عليه في أبريل، وقضى عليه وأذاقه الهوان وهو في حمى الجيش العظيم، ولولا الخذلان الذى وجده من الذين تولوا القيادة، ويتشبثون الآن بالحكم بدون وجه حق، لكان الشعب ينعم الآن بحكم مدنى ديمقراطى بينما يقبع المجرمون في السجون ينتظرون مصيرهم المحتوم !
* حدث ذلك وقد غابت عنا الكثير من الخبرات والقيادات، ولم تكن الروح الثورية قد خرجت من مكامنها، فماذا سيكون الحال الآن ولقد عادت الخبرات والتأم جمع الشعب في ثورة عارمة لن يستطيع كائن من كان ان يقف في طريقها لتحقيق مطالب وتطلعات الشعب الحر المعلم المنتصر .. الذى خرج ولن يعود الا بكامل النصر وكل الانتصار .. والما عارف يقول عسس !
Short URL :