د فقيرى يعلن انسلاخه من المؤتمر الوطني يقول ) والله انا ادعو اي شخص له وعي وضمير والتزام في قضية الشعب السوداني ان يخرج من هذا الحزب وقد خرجت منه انا، اعلن الآن لكل شعب السودان انني فراراً الى الله بديني وذمتي وحباً لسوداني واهلي وعشيرتي، وكره لسلطان وسوء البطانة، اعلن في الضحى لا في الدجي انني اترك هذا المؤتمر الوطني الى يوم القيامة واخرج منه، لانني لا يمكن ان اقايض حبي لسوداني وحبي لشعبي بأن اكون في حزب دموي يقتل الاطفال النساء والشباب في وضح النهار ولا يرعوي ولا يخاف الله في الدماء ولا يتقي الله في شعب السودان ولا يعرف ان دم المسلم الواحد حرمته عند الله اعظم من هدم الكعبة، حزب متعطش للدماء ومتعطش للسلطة ومتعطش للقهر ولا يرعوي، وليس له وازع ديني او وازع اخلاقي يدفعه في اتجاه ان يتخذ قرارات صحيحة وسليمة، تصب مباشرة في مصلحة شعب السودان ( .
د. فقيرى حتى الاسبوع الماضى كان قياديآ فى المؤتمر الوطني يناصح الرئيس قائلآ )واذا كان السيد الرئيس حريصاً علي هذا البلد ليستمر ان يعفي جميع مساعديه و ان يذهبوا الى منازلهم، ستة مساعدين للرئيس ونائبين للرئيس ليعملوا ماذا ؟، )الرئيس الأمريكي لديه نائب واحد(، عليه ان يكتفي بالفريق اول بكري حسن صالح ان يبقى نائباً أول، النائب الثاني عليه ان يذهب الى اهله والمساعدين يذهبون الى منازلهم، لانهم عاطلين سياسيآ، موجودين ليهلكوا مال الدولة وامكانياتها في اشياء لا تنفع الناس، ولم يقدموا افكارا ولم يقدموا حلول ولا يعينوا الرئيس على حل قضية، ففي ماذا هم يساعدون ؟ لا يعطون اي فكرة في الاقتصاد او الاجتماع او الامن او الدفاع ولا في اي شيء، ماذا تفعل بهم ؟ فليذهبوا الى منازلهم، لقد مكثوا ستة سنوات مساعدي رئيس، اعطيهم معاشاهتم وليذهبوا الى اهلهم (، على الرئيس ان يقوم بتغييرهم، وان يأتي الرئيس بمجلس وزراء جديد ـخمسة عشر وزيرا أو اربعة عشر وزيرا من رئيس وزراء اذا لم يكن من المؤتمر الوطني ان يكون قومياً، خبرات، معارف، ويطلب منه أن يشكل حكومة خبرات وليست احزاب وحكومة معارف، ويعلن السيد الرئيس مرحلة انتقالية ويعلق الانتخابات، لا انتخابات رئاسية ولا انتخابات ولائية، ويفك الارتباط بالمؤتمر الوطني، لانه رئيس دولة، في أي دولة في العالم اذا تولى احد منصب الرئيس يفك ارتباطه بحزبه، في اي دولة في العالم اي شخص ينتخبونه رئيساً للجمهورية او ينتخبوه رئيس للوزراء من داخل البرلمان يفك الارتباط بحزبه ويختار الحزب شخصاً آخر ليقود الحزب، ويقول المؤتمر الوطني لكل الاحزاب امشوا خمسة سنوات مرحلة انتقالية رتبوا اوضاعكم ونظموا اموركم واعملو مؤتمراتكم وقدموا الأفضل الاحسن والاعرف واعملوا دورتين، ثلاثة، اربعة، كل سنتين دورة، مارسوا التجربة الدمقراطية داخل المؤسسات، تعلموا كيف تمارسون الديمقراطية داخل احزابكم، وتعلموا التبادل السلمي لسلطة الحزب لأجل ان تبادل سلطة الدولة، وليأمن بلده ويأمن نفسه امام الله سبحانه وتعالى وينجوا بنفسه، ويعرف ان العمر قصير والموت قريب وسنحاسب كلنا الرئيس ونائبي الرئيس ومساعدي الرئيس وجنرالات الجيش ومدراء الشرطة الصامتين الساكتين المصفقين كلكم ستحاسبوا امام الله، احسن ان تنصحوا الرئيس ليعمل اجراءات صارمة وواضحة وقوية ليحمي نفسه ويحمي الحزب ويحمي البلد ويحمي الاعراض ويحمي الدماء والموارد ويحصن السودان (.
ربما يجد البعض ان نصائح د. فقيرى جاءت متأخرة، و ربما لا أحد يحفل بها، لكن لا شك تصلح دليلآ على تسريبات من داخل المؤتمر الوطني تفيد بانسلاخات متكتم عليها، ومواجهات ومشادات كلامية في مواقع حساسة، وأن الاحتجاجات كشفت )عورات( الحزب و قدراته المتواضعة، و فشله فى مخاطبة الازمة، او حتى الجرأة للتواصل مع الجماهير،
المؤتمر الوطني فسر صبر المواطنين بطريقة خاطئة، و نسى المثل )للصبر حدود(، و أن طاقة الصبر الكامنة انفجرت دفعة واحدة، و لسان حاله )الآن فهمت(، نتمنى أن يفهم الحزب الحاكم أنه حزب منتهي الصلاحية، وأن سفينته غارقة لا محالة، وأن يتخارج باقل الخسائر، و يجنب البلاد المزيد من الدماء و الاحزان.