بعد تصاعد الأحداث طيلة يوم أمس، باتت الأمور واضحة جدا ولا تحتاج لكثير اجتهاد، فقد بات واضحا أن المجلس العسكري كشف عن وجهه الكالح وظهره المكشوف الذي كتب فيه بخط واضح لا لبس فيه (الجناح العسكري لحزب المؤتمر الوطني)، ولعلي هنا أتفق مع الأخ الصديق إبراهيم محمد خير وهو يكشف عن حقيقة هذا الكيان الوهمي والذي وصفه بالتمثيلة المكشوفة لنظام المؤتمر الوطني والتي أجارها بجدارة، حيث يمضي المجلس الآن في طريق واحد للتصعيد وقد بدأ فعليا وتجلى في تمسكه بجهاز الأمن باعتباره جهة سيادية لا يجب المساس بها وهي الجهة الوحيدة المضمونة في منظومة العسكر للانقلاب المضاد للثورة، بجانب إعلانه بفك حظر النقابات والاتحادات المهنية، وكان قرار حظرها هو أحد القرارات الوحيدة واليتيمة التي اتخذها منذ مجيئه لكسب ثقة الشارع، والآن يفك حظرها ليضمن سند منسوبي النظام في معركة الإضراب القادم، إضافة إلى طواف حميدتي برشاوى المؤسسات وتهديد الثوار بالفصل واعتقالات لكوادر الأجهزة الإعلامية وانتشار لقواته في محاور الاعتصام. كل هذه المؤشرات تُقرأ في إطار تصعيد ومواجهة لقوى الثورة والتصعيد المرتقب، المجلس العسكري يجسد النظام في حلوله الأمنية السابقة بامتياز في غياب أي أفق لحل سياسي فهو لم ينحَز إلى الثورة مطلقا ولا ينبغي له، فكيف لمجلس كان قبل ستة أبريل هو اللجنة الأمنية التي ßÇä عليها Ãن تقمع التظاهرات أن ينحاز لها؟، لم يتجرأ حتى على اعتقال رموز النظام بل أعطاهم الوقت وأمن لهم الحماية لترتيب أوضاعهم، وأكاد أجزم أن الترتيب الأولي كان لهروبهم والآن أصبح الترتيب سبل إعادته.
،المعركة الآن على الأقل واضحة ستعطيك حلولا واضحة على قوى التغيير الاصطفاف من جديد وإدارة الحراك على ثلاثة مستويات، الإضراب السياسي والمحافظة على مكاسب النقابات والاتحادات التي تم انتزاعها وضمان نجاح العصيان المدني، تصعيد وتيرة العمل داخل اعتصام القيادة وتغذيته بالمواكب التي تلعب دورها في الإضراب وتحشد في الاعتصام مع توحيد المنصات في فضح سيناريو المجلس العسكري وتقديم بديل واضح وتسمية السلطة الانتقالية برموز تخلق التفاف أقوى بتقريب هذا الهدف في أذهان الثوار¡ البحث داخل مؤسسة الجيش عن قيادات حقيقية وكذلك هنالك تجمع لمفصولي المؤسسة العسكرية يمكن ضمهم كجسم عسكري يحدث اختراقا نوعيا ويقلل من شرعية المجلس العسكري ودا موجود باعتبار أن هنالك صراعًا قديمًا إلى الآن موجود بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، هذه الأصوات لازالت موجودة، ويجب الوصول إليها بأسرع السبل فالجيش وإن أبدى رغباته فهو مقيد بسلسلة تراتبية يصعب اجتيازها إلا بانقلاب صريح أو استقالات جماعية. المحور الثالث هو العمل الخارجي بالضغط على مجموعات (الترويكا) التي أبدت تعاونها وأرسلت تلميحات واضحة للمجلس العسكري بتسليم السلطة ولوحت بعقوبات، كذلك الاتحاد الأفريقي، وقفات الاحتجاج أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة وسفارات الدول الأجنبية، كل ذلك فعل مجدٍ وجميعنا شاهدنا المسيرات الضخمة التي انتظمت أمريكا والدول الأوربية، هذا الفعل يجب أن ينجز سريعا لأن فاعليته ستقل إذا خلق المجلس العسكري واقعا لا يمكن التعامل معه بسهوله، فهو يشتري الوقت بالثواني وكتبنا من قبل أن قوش ليس هاربا إنما فاعلا وهو يطوف بمستندات ورؤى تبقي على المجلس العسكري، لذلك وجب علينا خلق واقع أكثر شراسة لا يملك العسكر سوي الاستجابة له.