أكدت مصادر للجزيرة نت انعقاد مؤتمر يناقش مستقبل السودان الجمعة في برلين وسط تكتم من منظميه، في حين تظاهر ناشطون سودانيون أمام الخارجية الألمانية للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة، ونقل السلطة لحكومة مدنية.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الجزيرة نت، فإن اجتماعا سريا يعقد في مكان غير معلن ببرلين حول مستقبل السودان بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيغاد ومجموعة الترويكا (أميركا وبريطانيا والنرويج)، بالإضافة إلى مصر والإمارات والسعودية، وأكدت مصادر أن الاجتماع عقد بمقر الخارجية الألمانية.
وبحسب مصادر الجزيرة نت، فإن المؤتمر سيركز على الضغط على الدول الداعمة للمجلس العسكري الحاكم في السودان، لا سيما السعودية والإمارات، كي يسلم السلطة للمدنيين.
ونظم سودانيون اعتصاما بدأ منذ عصر الخميس واستمر حتى مساء الجمعة أمام الخارجية الألمانية للمطالبة بتحقيق مطالب الثورة.
كما نظموا مسيرة بمشاركة المئات انطلقت من أمام بوابة برلين، وسارت حتى مقر الخارجية الألمانية حاملين الأعلام السودانية، ومرددين شعارات داعمة للثورة.
أميركا فألمانيا
بدوره أكد رئيس تجمع السودانيين بالخارج فتحي شندي انعقاد مؤتمر ببرلين حول مستقبل السودان، معتبرا أنه يأتي في إطار مواصلة اجتماع عقد في الولايات المتحدة في 17مايو/أيار الماضي برعاية الخارجية الأميركية.
وقال شندي للجزيرة نت إنهم في التجمع دعوا كل قوى المعارضة بالخارج إلى التظاهر، وأرسلوا مذكرات إلى كل المشاركين وضحوا فيها مطالب الشعب السوداني العادلة في السلام والحرية والعدالة، وأحقية صناع التغيير وقادة الحراك في قوى الحرية والتغيير باستلام السلطة لتأسيس الدولة المدنية.
وأضاف أنهم في التجمع يرحبون بالاهتمام الدولي والتضامن الكبير من العالم، ويأملون في أن يكون التدخل لصالح الشعب السوداني في إنجاز دولته المدنية، وإيقاف الدعم عن المجلس العسكري.
واعتبر أن المجلس العسكري واصل سياسة القتل والمجازر التي انتهجها الرئيس المعزول عمر البشير، مضيفا أنهم يرفضون التدخل في الشأن السوداني الذي يأتي ضد إرادة الشعب، ويدعم ويؤسس لإعادة نظام البشير.
وطالب شندي العالم بتضامن حقيقي لضمان الحقوق المدنية للسودانيين، والضغط لتشكيل لجنة دولية تحقق فيما وصفها بمجازر النظام.
وعن أجندة مؤتمر برلين، قال رئيس تجمع السودانيين بالخارج إنه سيناقش مستقبل السودان من خلال تقليل الاضطراب بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير حتى تسليم السلطة للمدنيين.
وتوقع شندي أن يسير الاجتماع في الطريق نفسه الذي انتهى إليه الاجتماع الذي عقد في الولايات المتحدة، وهو ما يتضح من خلال التصريحات الأميركية والأوروبية التي تعبر عن رغبة في استقرار السودان لكونه لا مصلحة لهم إلا في ذلك، مؤكدا أن السودانيين يدعمون الحل الدبلوماسي الذي يعد الأنسب والأنجع.
واستغرب عدم حضور أي ممثل عن السودان في اجتماع يقرر بشأن مستقبله، مشددا على أن من المهم أن يدرك العالم أن الشعب هو صاحب القرار الأول والأخير.
أما عن مشاركة السعودية والإمارات ومصر في المؤتمر، فلفت الناشط السوداني إلى أن تدخل هذه الدول في السودان ودعمها المجلس العسكري كان سبب حضورها في هذا المؤتمر لتحديد دورها بالسودان، منددا بدعم الدول الثلاث للمجلس العسكري ضد إرادة الشعب.
وطالب منسق تجمع السودانيين بالخارج هذه الدول بالكف عن تقديم مصالحهما على حقوق شعب السودان، وعدم الزج به ومستقبله في أي صراعات محورية، مشددا على أن العلاقات المستقبلية مع أي شعب هي الاحترام الكامل للسيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وعن انتقاء برلين لاحتضان المؤتمر، يرى شندي أنها ليست إلا مكانا جغرافيا للدعوة رغم عدم صدور توضيح من الحكومة الألمانية بشأن الاجتماع، مشيدا بالدور الألماني لكونه يدعم التغيير والتحول المدني والديمقراطية في السودان.
وقال عاصم حسن أحد منظمي الاعتصام إنه تقرر تنظيم فعاليات عدة لتوصيل صوت الشعب السوداني فور علمهم بعقد اجتماع في برلين يناقش مستقبل السودان، لا سيما مع غياب ممثل سوداني.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن رسالة المتظاهرين للشعب السوداني في الداخل بأنهم ليسوا وحدهم، وأن الثورة مستمرة لحين تحقيق مطالبها، لا سيما إسقاط ما وصفه بالمجلس الانقلابي، وتسليم السلطة للمدنيين.
وعن الرسالة التي يحملها الحراك في برلين للغرب لفت حسن إلى أنهم يسعون لإيصال مطالب الشعب للحكومات والشعوب الغربية وتوضيح ما يجري بالسودان.
وعن مشاركة حكومات السعودية ومصر والإمارات بالمؤتمر، فقد طالبها الناشط نفسه بعدم التدخل في الشأن السوداني الداخلي.