صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الكذابون !

11

 

زفرات حري

الطيب مصطفى

الكذابون !

قد لا تصدقون قرائي الكرام إن قلت لكم اني بت استمتع بكثير من احاديث الافك والبهتان التي يتداولها عني المبغضون من سفهاء الاسافير, فما عدت اكترث كثيراً لاساءاتهم وبذاءاتهم فالضربة التي لا تقتلك تقويك : (لن يضروكم الا اذى) سيما وانها مأجورة ومرصودة عند عليم خبير (لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك.. ) فليستعد البهاتون ليوم تشخص فيه الابصار مهطعين مقنعي رؤوسهم. آخر (التقليعات) التي رواها احدهم على لساني اني كتبت ما يلي: (للشعب السوداني: قلتو حكم الجلابة والنيليين فاشل، خلاص جربوا حكم (الغرابة) وان شاء الله ينجحوا وينفعوكم). ثم قال كاتب البوست ان الصحيفة حجبت عمودي بسبب هذه اللغة العنصرية التي زعم اني كتبتها ثم اتى بصورتي مصحوبة بشعار العمود مكتوباً بجانبها (يحتجب) ثم علق ذلك (البهات) بالكلمات التالية:
(هذا العنصري في مقصد حديثه ان الحكومة الجديدة اغلبها ان لم يكن كلها من ابناء غرب السودان او مناطق الهامش ..نفس الطريقة التي فصل بها الجنوب)!
لعلكم تلحظون قرائي ان ناشر ذلك البوست قد اتكأ على تهمة العنصرية التي ظلت تلاحقني منذ ان تبنيت الدعوة الى انفصال شمال السودان عن الجنوب!
هل بربكم ايها الاخوة احتاج الى ان انفي ما رماني به ذلك الكذاب الاشر من افك لاقول إن ما زعمه مجرد اكاذيب لم تصدر عني البتة؟! ليت ذلك الرجل وغيره يعلمون اني دعوت قبل نحو سبع سنوات الى ان تتوافق جميع القوى والاحزاب السياسية على ترشيح احد ابناء دارفور ليكون رئيسا للجمهورية حتى نسحب البساط من تحت اقدام الحركات الدارفورية المسلحة، وحتى نقضي على تهمة التهميش التي ظلت ترفعها في وجه الاحزاب والكيانات السياسية الاخرى، ونبطل تلك الحجة التي تتخذها مبرراً لحمل السلاح والتمرد على الدولة.
قبل عدة اشهر وبعد الثورة طرحت اسم بروف محمد احمد علي الشيخ مرشحاً لمنصب رئيس الوزراء، فهو علاوة على كفاءته وسيرته الباذخة التي كان من بينها انه تقلد منصب مدير جامعة الخرطوم وكان اول الشهادة السودانية، فهو غير ذلك من ابناء دارفور، ولكن رغم ذلك لم يكف الشانئون عن رميي بتهمة العنصرية لا لسبب الا لاني ناديت بفصل الشمال عن الجنوب متخذاً ذات الموقف الذي ظل ابناء الجنوب يتبنونه منذ ما قبل الاستقلال، وما فعلت ذلك الا بحثاً عن حل لمشكلة الحرب بين الجنوب والشمال والتي اشتعلت منذ عام 1955 أي قبل استقلال السودان، وانهكت السودان ودمرت موارده وقتلت بنيه، ثم ان كل القوى السياسية منحت الجنوبيين الحق في تقرير مصيرهم، وذلك لانهاء المشكلة وايقاف الحرب من خلال اختيار ما يروقهم باعتبار انه لا اكراه حتى في الدين، فكيف تكره ابناء الجنوب على وحدة جبرية حتى ولو كانوا يعتبرونك مستعمراً بغيضاً، وحتى لو تمخض استفتاؤهم عن اجماع على الانفصال الذي اعتبروه استقلالاً احتفلوا به ومازالوا يفعلون كل عام منذ ان غادرونا واقاموا دولتهم المستقلة. لم اطلب في يوم من الايام فصلاً لدارفور عن السودان، وظللت اقول إن المقارنة بين تمردات دارفور ومشكلة الجنوب مثل المقارنة بين الصداع والسرطان.
اعرض عليكم فرية اخرى من احاديث الكذب والبهتان التي ظل المبغضون يرمونني بها، فقبل نحو اسبوعين نشر احدهم صورة لاستراحة فخمة قال إنها مملوكة لـ (الخال الرئاسي الطيب مصطفى) بحي المجاهدين بالخرطوم، ثم قال ذلك الافاك: (عشان يقضي فيها وقت مع الاصحاب والاحباب وكمان لو عندو حاجات خبيثة واشياء من النوع دا .. الارض وتكلفة البناء والاثاث المنزلي والخدمات كلها من اموال الشعب السوداني المسكين وكمان فيها مولد كهربائي كاتم صوت يضوي على الاقل (3) قرى من القرى النائية في السودان، ومش كدا وبس كمان في محطة لتنقية المياه سعة (14) برميلاً، وفي الحوش الخلفي فرن آلي وشواية…)!!!
هل تعلمون قرائي أننا بحثنا فوجدنا ان تلك الاستراحة بلحمها وشحمها بل وعظمها موجودة في جنوب افريقيا ومملوكة لاحد مواطني تلك الدولة؟!
لا اكتب رداً على هذه الترهات احتجاجاً، بقدر ما افعل دحضاً لتلك الاكاذيب التي ظل اولئك المدلسون ينشرونها من حين لآخر، لكسب معاركهم ضد خصومهم بغرض اسكاتهم.
اقول مذكراً اولئك السفهاء بقول ربنا سبحانه وتحذيره من بث احاديث الإفك:
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد