اعتبرت الكاتبة والباحثة السودانية هاجر مكاوي ان الوساطة الإفريقية الإثيوبية المُشتركة التي تم الاعلان عنها امس هي خطوة هامة وجاءت بسبب ضغط الشعب السوداني .
وشددت في حديثها لـصحيفة«المغرب» على ان الأدوار الأجنبية ظلت ومازالت موجودة بقوة لإجهاض الثورة السودانية مشيرة الى ان الحراك الثوري يواجه كل التحديات سواء الداخلية او الخارجية. يشار الى ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه امس جاء في إطار جهود الوساطة الأفريقية بين قوى التغيير والمجلس العسكري لتسهيل نقل السلطة من المجلس الذي تولى إدارة شؤون البلاد بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير إلى المدنيين. وقالت الباحثة السودانية ان الإنقلاب الذي تم الحديث عنه هو مجرد صراعات مصالح على الحكم.
كيف هو الوضع في السودان اليوم خاصة عن الاتفاق او «الإعلان السياسي» والذي اعلنت عنه الوساطة الإفريقية الإثيوبية المُشتركة صباح امس هل هو بداية الحل السياسي ؟
الوضع في السودان يسير في اتجاه الإستقرار نحو الحكم المدني رغم الصعوبات التي تقف في طريقه، وهذا ناتج عن وعي الشعب السوداني وإيمانه بحقوقه، وأهمها حقه في اختيار حكامه وفي العيش الكريم.
الإتفاق الاخير أتى بإرادة الشعب السوداني، فبعد حادثة فض الإعتصام بالقوة وما صاحبها من قتل وانتهاك للحرمات، ظن الذين تورطوا في هذه المجزرة ان إرادة الشعب قد انكسرت ولكن حدث العكس تماما، فاجأهم الشعب السوداني بتحرك اكبر من الذي كان ايام الرئيس المخلوع، فكان أعظم عصيان مدني شهده العالم وهذا بشهادة خبراء ومتابعين دوليين، مما اضطر الانقلابين لقطع الانترنت، ومن ثم كانت مليونية 30 جوان التي أتت في ظروف قاسية إلا انها اوصلت رسالة الشعب بوضوح وهي لا بديل للحكم المدني.
وماذا عن الانقلاب الذي اعلن المجلس العسكري احباطه، وفي أي سياق يأتي؟
لا يوجد أي إنقلاب فهذه صراعات تخص العصابة التي ظلت جاثمة على ظهر الشعب السوداني لمدة ثلاثين عام، فكل الأمر تصفية حساباتهم فيما بينهم، وهذا لا يعنينا كشعب، نحن ما يهمنا انجاز العدالة ومحاسبة القتلة والمجرمين والفاسدين منذ 30 جوان 1939 .
ما قراءتك للحراك السوداني أسبابه وهل أنّ الادوار الاجنبية عرقلت المسار؟
الحرك السوداني أعظم حراك في العهد العالمي الراهن، وهذا بشهادة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة وبشهادة كل شرفاء واحرار العالم، لأنه حراك سلمي استمر لأكثر من سبعة أشهر ومازال، ضد عصابة حاكمة زورا وبهتانا ظلت ومازالت تقتل وتنهب باسم الدين والدين منها براء، وهذه العصابة مدعومة من أنظمة إقليمية معادية للديمقراطية في المنطقة، وعليه فشعبنا واجه عدة أنظمة وليس النظام الشمولي الإسلاموي الجاسم على صدره فحسب
اما في ما يخص الأدوار الأجنبية فقد ظلت ومازالت موجودة بقوة لإجهاض الثورة السودانية منذ اول يوم والى يومنا هذا، ولكن نحن واعون بذلك وافشلناه وسنفشله بوعينا، ولم ولن تقف اي قوة داخلية او إقليمية او دولية في وجهنا، فنحن إيماننا بحقوقنا كل يوم يتعزز أكثر، وفي سبيل ذلك قدمنا شهداء ولن نخذلهم
وماذا عن معالم المرحلة القادمة كيف ترينها؟
المرحلة القادمة معقدة وليست بسهلة، فالدولة مختطفة من عصابة الإسلام السياسي، وعليه نحتاج إلى استعادتها لكي نبني، وهذا الأمر لن يكون سهلا، فنتوقع مقاومة شرسة ضد التحول المدني، وكذلك نتوقع محاولة التفاف على الثورة بانقلاب او ثورة مضادة مدعومة من دول إقليمية، ولكن سنمضي بإذن الله تعالى إلى غايتنا وهي الحكم المدني.