الفيلم الهندي معروف انه يعزف على الوتر الحساس للجمهور ..البطل دائما ينتصر في النهاية ولا يموت مهما كانت الحيل والمكائد التي تحاك ضده ..بل يلجأ كتاب السيناريوهات الهندية الى اضافة مشاهد تشويق وموسيقى تصويرية تشد المشاهد الى آخر لحظة وتجعله (مش حيقدر يغمض عينيه ) ..والنهاية اكيد سعيدة …فالبطل يقضي على الأشرار ويخلص العالم من شرهم ..ويتزوج المحبوبة ..ويعيشوا في تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات …الجدير بالذكر في الأفلام الهندية ..ان البطل دائما ما يكون بجانب الخير ..ولا ينحاز الى الشر مهما كانت المغريات ..لذلك تكون النهاية منطقية مهما كانت (هندية) ..فالخير هو الذي يجب ان يسود وليس العكس.
الفيلم السوداني الذي تم عرضه علينا بالأمس حيث ظهر الرئيس المخلوع خارجا من بوابة سجن كوبر ..وهو بسم الله ماشاء الله في كامل أناقته وتم ترحيله بسيارة دفع رباعي اخر وجاهة ..مما جعلنا نتساءل هل كل المساجين بكوبر تتم معاملتهم بهذه الطريقة المميزة ؟ فمابال المساجين الذين نعرفهم كانوا يخرجون شعثا غبرا ؟ …ما علينا …المهم ان هذا رد على كل من كان يشكك في وجود المخلوع داخل كوبر ..يمكن في كوبر في جناح رئاسي ..حد عارف ؟ ..طيب هل يمكننا ان نتساءل لماذا خرجت الصور في هذا التوقيت بالذات بعد ما (كتمت) وضاق الخناق بتواتر الاخبار عن فظائع الاثنين الأسود والصور والفيديوهات التي تم تداولها على نطاق واسع ..واعترافات المجلس العسكري بالتخطيط المسبق وكمان ظهور اسماء المشاركين في الاجتماع الذي سبق فض الاعتصام ؟ من يريد صرف النظر عن تبادل الاتهامات بشان قتل العزل الصائمين الذين غدروهم فجرا؟ ولا السؤال ممنوع ؟
ربما كانت الأسئلة أعلاه كلها جائزة ان لم يكن السؤال حقا ممنوعا حول سيناريو الفيلم الهندي ..لكن السؤال الرئيسي هو هل قضيتنا مع البشير هي حيازة اموال اجنبية ؟ ثراء حرام ؟؟ مالكم كيف تحكمون ؟ النيابة العامة لم تجد في سجل البشير المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية على اثر جرائم حرب ..البشير الذي قتل الالاف في دارفور ..شهداء رمضان ..مجدي محجوب واخوانه ..طلاب معسكر العيلفون ..شهداء سبتمبر ..شهداء ثورة ديسمبر ..كل هذا الموت لم تسمع به النيابة العامة وورات ان تحاكم البشير على حيازة الاموال الاجنبية والثراء الحرام ؟؟ …
غايتو اول ما سمعت هذا الخبر ..لم اجد أفضل من تعبير ابني الصغير عندما لا يعجبه الكلام ..فيقول (حنك بيش)..بالجد حنك بيش ..بعد الفيلم الهندي الذي تم عرضه بالامس .. يمكننا تلقائيا معرفة بقية الاحداث وليست هناك حوجة لمتابعة اخبار المحاكمة ..ذلك ان السيناريو بحذافيره قد جرى تطبيقه قبل سنوات في (اخت بلادي الشقيقة )..وكلنا شاهدناه وعارفين ان البطل لم يمت بل تمت تبرئته من جميع التهم هو وأفراد أسرته ..وخرجوا وهم يمدون ألسنتهم سخرية من كل الهتافات ..والشعارات الثورية ..وتوتة توتة خلصت الحدوتة.
لذلك وبناء على ما سبق ذكره من حيثيات ..يحق لنا أن نجيب على السؤال الذي رافق الطرفة المعروفة (الفيلم هندي ولا ناكل باسطة ؟) ..الاجابة ان الفيلم ليس بهندي وان بدا لك غير ذلك ..لذلك ان وجدت الباسطة ..حلال عليك .