اليوم يؤدي الوزراء الجدد القسم، وسط آمال عريضة بواقع أفضل وبلادٍ أجمل، فما عاد هناك من خيار سوى العمل والمضي إلى الأمام.. الملاحظات حول بعض الأسماء المعلنة شيء متوقع، فهي لم تأتِ متحررة من قيود التمثيل النوعي والعمري والجغرافي، فضلاً عن الرضوخ لترشيحات قُدمت من جهة واحدة، لكن مع ذلك إن لم تكن رائعة، فهي مرضية!
عقد الوزراء قبل يومين لقاء “تعارف” في أحد الفنادق، فلا سابق معرفة بين معظمهم، وقد كان أمراً مهماً، واليوم يبدأ العمل بصورته الرسمية، وينتظر أن يعقد أول اجتماع بين مجلسي السيادة والوزراء.
بدأت هذه الفترة الانتقالية أخيراً، بعد أن طال انتظارها، لتواجه تحديات كبيرة اقتصادية وسياسية واجتماعية، ومطالب بمحاسبة الذين تسببوا في أحزان الشارع بـ”بمجزرة القيادة”، وما قبلها.
المحاسبة ليست فقط على هؤلاء، بل على الذين أفسدوا وارتكبوا جرماً وتسببوا في عودة السودان إلى الوراء. وهذه المحاسبة لا بد أن تحقق العدالة، أن لا تُجرم المشتبه به، ولا تلقي الاتهامات من “سمع”، إنما بالأدلة والبراهين، وهو ما يجعلنا جميعاً نؤمن بالقضاء المستقل والنظيف غير المسيس. وفي مسألة القضاء، بحسب ما أعلنه المجلس السيادي أمس في حوار تلفزيوني، أنهم في حالة بحث عن الآلية والكيفية لتحقيق ذلك والخروج من “مأزق” دستوري، حدد آلية التعيين.
وسط هذه الاهتمامات الداخلية، هناك احتفاء خارجي بهذه الحكومة، ليس بصدور قرار إيجابي من الاتحاد الإفريقي حول وضعية السودان بعد تشكيل الحكومة مباشرة، وليس بوصول وزراء خارجية دول أوروبية وإفريقية، إنما بالتناول الإيجابي والمتفائل من إعلام وصحافة الدول في القارات المختلفة.
مع هذه الحراك الجميل، وصل قبل يومين مبعوث الرئيس سلفاكير ميارديت ليطلع الحكومة حول ما توصلوا إليه مع قادة الحركات المسلحة، وهو الملف المنتظر والمؤمل أن تحقق فيه حكومة حمدوك “اختراقا حقيقيا”، بعد أن توقفت المباحثات بين الحركات وقوى التغيير نسبة لبعض المطالب التي وضعتها الأولى، لكنّ وفدا سودانيا سيغادر إلى جوبا يوم الاثنين للالتقاء بهم.
تغريدات مناوي وجبريل والحركة الشعبية، إيجابية تجاه الرجل، الذي تحدث منذ وصوله عن تواصل وعلاقات تجمعه بهم.
كل التطلعات باتت حق مشروع، وكل التحديات يجب التغلب عليها، وبالتوفيق.