تحت العنوان أعلاه كتب الطيب مصطفي مقالا لم يحترم فيه عقل القارئ الكريم ، بل لم يلزم فيه نفسه بما خطه بيمينه من ذم للظلم وهو يمارسه بعقد مقارنة ظالمة ولا تجوز بين إنقلاب إبن اخته علي الشرعية في العام 89 وبين محاولة الإنقلاب عليه بواسطة ضباط رمضان الذين قتلوهم غيلة بكل الغدر .
الجهل والكذب والغباء سمات أطلت بوضوح واعلنت عن نفسها من بين سطور المقال ، وهي سمات لابد أن تجد إحداها عند سعيد الحظ من منسوبي حزب اللصوص – لكن تجدها مجتمعة عند سئ الحظ منهم مثل كاتب المقال .
تعجب الطيب مصطفي من أن يقوم البرهان بترقية الضباط الشهداء في الوقت الذي يسجن فيه من قتلوهم رغم قيامهم بنفس الجرم وهو الانقلاب ، واعتبر هذا انتقاءا للعدالة وتجزئة لا تجوز ناسيا أن الإنتقاء بدأ عندما طبق البشير حكم الإعدام في من قاموا بما قام به قبلهم من جرم – فإن إستحقوا الإعدام كان هو أحق به منهم لما سبقهم اليه – غير أن كاتب المقال وقتها صفق للقاتل وهو يردد هي لله وينتظر عطايا الظالمين .
ونقطة اخري تعمد الخال إغفالها وهي أن انقلاب ابن اخته المشؤم كان علي حكم ارتضاه الشعب ، وضد حكومة جاءت بها انتخابات حرة ليست كتلك التي كان يصنعها من يشايعهم ، بينما حاول ضباط رمضان إقتلاع السلطة ممن سرقوها بليل وهو لايعلم نواياهم ليشبههم بهم . وهذا هو الفرق بين إنقلاب وإنقلاب نوضحه لك ردا علي تساؤلك الذي اوردته بالمقال .
ثم يتجه الكاتب بعد ذلك الي المن والأذي وهو يعاير البرهان ويزكره بعطايا البشير وترقياته له محاولا استمالته باسلوب أقرب ما يكون الي الرشوة وهو يطالبه بالإنحياز الي من أنعم عليه، وهو اسلوب عهدناه عند اهل الانقاذ حيث منحوا المناصب والوزارات بغرض الترضيات .
وفي تناقض اخر يقول الخال مخاطبا البرهان :
( التاريخ لا يرحم يا برهان ولا خير فينا إن لم نناصحك، والايام دول، ولن تتوقف عن الدوران ، فكما قمت اليوم بتكريم من حاولوا القيام بانقلاب عسكري قبل ثلاثين عاما، سيأتي واقع آخر يرى ما لا ترون. ) . وسؤالنا للمخلوع خال المخلوع : ألم يكن ابن اختك أحق بالمناصحات في ذلك الوقت ام لانه احتضنك وأغدق عليك بالمناصب والترقيات – تماما كما فعل مع البرهان – اثرت ان تسكت عن الحق وتنصح الان بعد ان فقدت العطايا والامتيازات .
ويقول في ختام مقاله – أطال الله عمره : ( بالله عليك هل ادل على الظلم والخروج على الخلق والتقاليد السودانية السمحة من سجن السيدة وداد بابكر (والدنيا قبايل عيد) .ونكتفي هنا فقط بتزكيره ان قتل ضباط رمضان تم كذلك والدنيا قبايل عيد . فهل ذكر وقتها ابن اخته بذلك ام اثر أن يخص البرهان بهذا النصح المبين …