صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الصحة وتحدي أكرم

20

للعطر افتتضاح

مزمل ابوالقاسم

الصحة وتحدي أكرم

 

 

* ملاحظة ذكية، وتعليق ألمعي كتبه الزميل الحبيب محمد لطيف في إحدى مجموعات (الواتساب) أمس، وأشار فيه إلى أن معظم وزراء حكومة حمدوك من خريجي جامعة الخرطوم، أم الجامعات السودانية، التي رفدت السودان بالآلاف من العباقرة والعلماء والخبراء، ممن بذلوا أنفسهم لخدمة وطنهم بمنتهى الكفاءة والتجرد.
* ذكر لطيف أن عودة خريجي جامعة الخرطوم لقيادة الوزارات تضع العربة خلف الحصان بعد طول غياب، لأن غالب من انتقاهم رئيس الوزراء الجديد مصنفون في زمرة الخبراء، ولكل واحد منهم سيرة ذاتية تزخر بالنجاح، ومن أبرزهم د. أكرم علي التوم، وزير الصحة، المسنود بخبراتٍ نوعية، وإنجازاتٍ علمية باهرة، على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
* سيرته الذاتية الناصعة تجعلنا نتفاءل خيراً به، وننتظر منه أن يسخر خبراته وقدراته لخدمة مواطني السودان، المكتوين بنيران تدني الخدمات الصحية، وسوء حال المستشفيات العامة، وارتفاع كلفة العلاج، وندرة الدواء، وتفشي الفساد في القطاع الصحي، الذي شهد تراجعاً مريعاً في العهد البائد.
* فيه تابعنا فصول الصراع الحاد بين وزارة الصحة الاتحادية ووزارة الصحة في ولاية الخرطوم، التي تغولت على المستشفيات المرجعية في العاصمة، وشيدت إمبراطورية خاصة بها في مجال الدواء، ففاحت منها روائح الفساد، إلى درجة ممارسة السمسرة علناً.
* عندما رفعت تلك الوزارة شعار (نقل الخدمات الصحية إلى الأطراف)، تفاعل الناس مع الشعار وأيدوه، استشعاراً منهم لأهمية توفير الخدمات الصحية في مناطق طرفية ذات كثافة سكانية عالية، ولكن.. هل تم فعلاً نقل الخدمات إلى الأطراف؟
* الإحصائيات تشير إلى أن ستاً من محليات الخرطوم السبع، تخلو مستشفياتها الحكومية من أي جهاز للأشعة المقطعية.
* من يتجول في مستشفيات أم بدة والبان جديد (بالحاج يوسف)، والفتح (2) بأطراف أم درمان، وجبل أولياء، والتركي بالكلاكلة، والشهيد علي عبد الفتاح بالدروشاب، والجزيرة سلانج، فسيكتشف من فوره أن شعار نقل الخدمات الصحية إلى الأطراف يمثل أكذوبة كبرى، تم الترويج لها بكثافة، من دون أن يسندها أي واقع على الأرض.
* في مستشفى الجزيرة سلانج يتم إجراء العمليات الجراحية مرة واحدة في الأسبوع.
* في مستشفى البان جديد بالحاج يوسف، لا توجد قسطرة ولا رنين مغنطيسي ولا أشعة مقطعية، والأطباء يشكون من عدم توفر أبسط معينات العمل.
* مستشفى أم بدة، الذي يقع في أكثر مناطق السودان ازدحاماً، لا توجد فيه أشعة مقطعية ولا رنين مغنطيسي، وما يتوافر له من إمكانات وأجهزة لا يقارن مطلقاً بالمعينات والأجهزة المتوافرة للمستشفى الأكاديمي، الذي يقع في حي صغير، ذي كثافة سكانية منخفضة، ومسببات تمييز (الأكاديمي) معلومة للكافة، لأنه يدار (حتى اللحظة) بواسطة الجامعة المملوكة لوزير الصحة السابق في ولاية الخرطوم.
* هدم الوزير المستثمر كبرى مستشفيات السودان (مستشفى الخرطوم)، وفتح الباب على مصراعيه للمستشفيات الخاصة المحيطة به، كي ترث المستشفى العتيق، ومن بينها مستشفى يمتلكه الوزير السابق شخصياً.
* ننتظر من الدكتور أكرم (ابن وزير الزراعة الأسبق علي التوم وحاجة كاشف) أن يطور القطاع الصحي، ويجتهد لتنفيذ شعار مجانية العلاج، ويحسن مستوى الخدمات العلاجية، ويقيل عثرة المستشفيات العامة، بعد أن تحول غالبها إلى أثر بعد عين، ونرجو منه أن يقضي على الفساد المستشري في محيط عمله، الذي يزخر بالسماسرة والطفيليين.
* لو فعل ذلك فسنشكر حمدوك الذي أكرم أهل السودان بابن الأكرمين أكرم.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد