صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الصحافية الرقم آمال عباس.. أين هي.؟

14

بشفافية

حيدر المكاشفي
الصحافية الرقم آمال عباس.. أين هي.؟

أنا شخصياً أعرف أين هي وعلى تواصل مستمر معها، ولكني هنا أطرح تساؤلاً استنكارياً للوسط الصحفي كافة ولقيادات الحرية والتغيير وتجمع المهنيين ولكل الكنداكات، فامرأة نخلة وصحافية قامة مثل آمال عباس لا يستقيم ولا يعقل أن تختفي من الساحة التي أوقفت عمرها وجهدها تصول وتجول في عرصاتها بقلم رصين ورزين وفكر مستنير، فمنذ توقف صحيفة الصحافة توقف معها عمودها الأشهر (صدى)، وما يؤلم أنها لاتزال متوقفة عن الكتابة التي لا أقول تعشقها بل تتنفسها، وهذا مني بمثابة رسالة لوم لكل الناشرين ورؤوساء التحرير..

انه مما يسؤ المرء أن تختفي عن المشهد الوطني والصحفي من نالت تكريما عالميا بمنحها جائزة الشجاعة في الصحافة. هذا غير الحب والتقدير اليومي الذي تجده من مختلف فئات الشعب أينما ذهبت وحلت، بل أن مكتبها بأي صحيفة عملت بها قلما يخلو من زائرين من مختلف الشرائح والأعمار والمستويات وخاصة من الشباب والشابات، يقصدونها للتفاكر والمشورة والتزود بالعبر والحكم والنصائح وأنا على ذلك من الشاهدين.. والشاهد على كل هذا الحب والود والتقدير والحفاوة التي تجدها الأستاذة آمال، إنه لم يكن نتيجة رهبة من سلطة تملكها أو رغبة في مال تكنزه، وانما لأنها كما قال الشاعر لا خيل عندها تهديها ولا مال وما عندها الذي تنفق منه بسخاء وحبب فيها خلق الله هو الطيبة والأصالة والمحنة والحكمة وسداد الرأي ونقاء النفس وصفاء السريرة والأمانة والنزاهة والصدق مع النفس قبل الآخرين، وبما لها من بصمات بارزة واسهامات كبيرة في المجتمع في مجالات عديدة ومشارب مختلفة، فهي قد ظلت في قلب الحركة النسائية منذ سنينها الباكرة، وخاضت معترك الحياة السياسية في سن صغيرة أيضا، اتفق الناس معها أو اختلفوا في مواقفها السياسية، لكنها ظلت شخصية مبدئية ومصادمة وامرأة سودانية صميمة، وكانت آمال قد بدأت الكتابة الصحفية في احدى المجلات النسوية الدورية المتخصصة في قضايا المرأة، ومنها انطلقت الى الصحافة اليومية الشاملة، ومن يومها صارت صحافية شاملة صاحبة اهتمامات متعددة سياسية وثقافية وأدبية واجتماعية الخ، تبرع في الكتابة السياسية وتجيد الغوص في دواوين الشعر والأدب العربي، ولها المام واسع ومحبة كبيرة وعشق للتراث الشعبي السوداني ولمنتجيه، وسجل (آمال عباس ست الناس) كما يناديها بعض الزملاء، في العطاء الوطني كبير وحافل ومحتشد بالكثير جدا من المواقف الصادقة والنبيلة والصلبة، غير أنني لست هنا بصدد التوثيق لها ولا حصر مناقبها وفضائلها التي تضيق عنها هذه المساحة الصغيرة جدا وتحتاج لعشرات الصفحات، بيد أنني لا يمكن أن أبرح هذا المكان دون أن أشير الى أنها كانت أول امرأة تتولى رئاسة تحرير جريدة يومية سياسية هي (الرأي الآخر) التي عاشت أزهى وأنضر أيامها في تلك المرحلة، وخاضت بها أستاذة آمال معارك قوية دفاعا عن الحرية والديمقراطية والعدالة، وأهم ما في آمال عباس قدرتها على العطاء بذات الهمة والدأب رغم ظرفها الخاص وكأنها لا تزال في بدايات حياتها العملية.. التحية لآمال عباس الإنسانة والناشطة والكاتبة والصحافية، وشكرا لكل من عرف فضلها واعترف بعطائها المتواصل في كل المجالات ولا عذر لمن تجاهلها..
الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد