ذات مرة، قال لي جدي الكبير نيتشه، (كل الافكار العظيمة تأتي من المشي) ولما كان حال كل الوزراء والولاة وكبار المسؤولين، لا يمارسون رياضة المشي، وأظنهم يعتبرونها رجس من عمل الشيطان!!فمن أين تأتيهم الأفكار الجديدة والعظيمة لحلحلة مشاكل وقضايا المواطنين؟والسؤال هنا قد نجد من ينوب عنك في التفكير، ولكن هل يوجد من ينوب عنك في المشي؟أمشوا، يرحمكم الله، فان الجسم السليم في العقل السليم، فالمشي هو رياضة وهواية، وهو غير هواية، استخدام سيارت الحكومة، في الرحلات والذهاب إلى المنتزهات أو المناسبات الاجتماعية (العيد على الأبواب وعلى الحكومة النظر في استخدام سيارات الشعب بعين المصلحة العامة، فتمنع استخدام السيارات بعد الدوام الرسمي)، وغيرها من الاستخدامات الخاطئة، خارج الدوام الرسمي، واذا كانت الدولة تعاني من شح وندرة في المواد البترولية، فان الحكومة هي أكبر سبب لتلك المعاناة، ورجاءً، أحسب عدد سيارات الحكومة التي تراها تجوب الشوارع والأسواق، بعد ساعات العمل الرسمية؟
(1)التحلي والتحلية
الحكومة (متعودة دايماً) على دعوة الناس، (ليتحلوا) بالصبر، بينما تذهب هي ومن شايعها، (ليحلوا) بالباسطة والجاتوه والحلويات)!!، فالحكومة لهؤلاء مثل مصباح علاء الدين، اذا اشتهوا فاكهة دول البحر الأبيض المتوسط، وصلتهم قبل أن يرتد إليهم طلبهم!! اما غالبية الشعب، فانهم يركبون بساط الريح، ومحل ماتقع تقع..!
(2)من أين لك هذا؟
الكشف المبكر عن جائحة الفساد، لا يتطلب الذهب المبكر إلى أي مركز طبي أو مستشفى، لكنه يتطلب العمل بالحديث النبوي الشريف (من أين لك هذا؟) سؤال واجب توجيهه لكل مسؤول، والاجابة عنه مبكراً قبل أن يستفحل الرصيد وتتضخم الثروة وتتنامى العقارات، فالاجابة عنه فيها راحة بال لنا، ودروس وعبر لمن يريد أن يفسد فإن عين الثورة يجب أن تراقب كل ممتلكات وموارد الثورة، فان الفساد في العهد الديمقراطي، اشد مضاضة من السيف المهند، وأمر من العلقم.
(3) الصاروخ التايه والحكومة التائهة
إن الصاروخ الصيني الموصوف بالتايه، في الفضاء الخارجي، يشبه الى حد كبير، حكومة الفترة الانتقالية التائهة، بكل مكوناتها، فاذا كان وزن الصاروخ اكثر من عشرين طناً، فان وزن الحكومة المترهل ايضاً كبير، واذا كان الصاروخ أقلق وأزعج العالم من حولنا، بسبب خروجه عن السيطرة، فان فعايل وعمايل حكومة الفترة الانتقالية، أيضاً أقلقت وأزعجت الشعب، بفقدانها السيطرة على انفلات الأسواق وتوحش السوق السوداء للعملات الأجنبية، ولكن أهم وجه شبه بين الصاروخ التايه والحكومة التائهة، ان لا احد أجزم وقطع الشك باليقين، بمكان وزمان سقوط الصاروخ ، ذات الشيء، ينطبق على حكومة الفترة الانتقالية، فلا أحد يجزم ويقطع الشك باليقين، ويدعي بأنه يعرف الإتجاه الذي تسير فيه الحكومة، ، وعلى رأس من ستسقط؟ وماهي الأضرار التي ستخلفها؟ الحمد لله على سقوط الصاروخ الصيني في ماء المحيط، وكفى حكومتنا شر الإدلاء بالتصريحات العشوائية.