صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الشفافية على أقل تقدير  !

28

العصب السابع

شمائل النور

الشفافية على أقل تقدير  !

 

 

 

 

 

على مدى ثلاثة أيام لم يكن هناك قضية تشغل الرأي العام أكثر من قضية الشركة الإماراتية الأمنية التي استقدمت شباباً سودانيين عبر إحدى الوكالات ليتضح أن الوظائف المعروضة مختلفة عن تلك التي جاءوا لأجلها، وعُرض عليهم السفر إلى ليبيا للعمل كحراس أمنيين.

تفجرت القضية حينما تجمع ذوو ضحايا الشركة أمام الوكالة احتجاجاً على ما اعتبروه عملية خداع، تواصل الضغط عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الإعلام التقليدي الذي أثار القضية، أنتج عن هذا الضغط عودة مجموعة من هؤلاء الشباب ووفقاً لصحيفة “الحداثة” التي استنطقت أحد العائدين أن الحديث عن ليبيا لم يذكر نهائياً لا في الخرطوم ولا بعد الوصول إلى أبو ظبي وأنهم تم تدريبهم على خمسة أنواع من الأسلحة، وتم تخييرهم بين من يرغب أو لا يرغب الذهاب دون تحديد مكان العمل.

البيانات والتصريحات الرسمية لم تقدم ما يفيد، إن كان بيان الخارجية أو تصريحات الحكومة بعد اجتماع مجلس الوزراء الذي ناقش القضية، كلا البيانين لم يمسا القضية التي هي محور حديث الرأي العام، إذ لم يجيبا على السؤال المهم “هل تم خداع هؤلاء الشباب” هل ما حدث فيه شبهة “إتجار بالبشر” على نحو متذاكٍ؟

وإن كانت تصريحات المتحدث باسم الحكومة ألمحت إلى ذلك حيث قال “هؤلاء الشباب وقعوا على تلك العقود وذهبوا إلى الإمارات وهناك عرضت عليهم الشركة عقدين، عقد كحراس أمن للعمل في الإمارات وآخر للعمل كحراس أمن للعمل في مناطق بترولية خارج الإمارات؛ منها ليبيا” وتابع فيصل محمد صالح “بعضهم وافق والبعض فضل العمل في الإمارات”.

هذا الحديث حول التعامل مع الشباب عبر عقدين، الأول عند السفر من الخرطوم والثاني المختلف عند الوصول إلى أبوظبي، يشير بوضوح أن هناك شبهة تكاد تكون واضحة عبر الاستدراج ثم الإغراء.

غير أن السؤال الملح هو ما حاجة الإمارات لتجنيد شباب للسفر إلى ليبيا بهذه الطريقة بينما هناك وجود عسكري سوداني متزايد؛ يتم ذلك عبر الإمارات دافعة المال، هو بالفعل سؤال مفتاحي ومهم لكن طالما أن هذا الاستقدام تم لصالح شركة أمنية خاصة فليس بعيد أن تكون الإمارات نقلت مثل هذه المهام لشركات خاصة كما تفعل روسيا مثلاً حتى تُخفف الضغط عليها.

أياً كان، تعامل السلطات السودانية مع هذه القضية لا يرقى للمستوى المطلوب.. هذه الثورة قامت انتفاضاً لكرامة الإنسان، ولا ينبغي أن نكون في حاجة على الدوام للتذكير بذلك.. على أقل تقدير؛ الشفافية وليس أكثر.

التيار

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد