(0) أيها الناس، أريتم إن قلت لكم أن وراء هذا المكون العسكري الحالي داخل المجلس السيادي، وهو في الأصل، اللجنة الأمنية للمخلوع عمر البشير، إن وراءه شر مستطير، وأطماع بلا حدود، وأهداف خبيثة، أتصدقونني؟، قال الجميع بصوت كورالي، تبا لك، ألهذا جمعتنا؟
(1) فكلنا يعلم ويعرف ذلك، الا رئيس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك، الذي وفي ساعة صفاء روحي، وساعة محنة وربده، قال لنا والعالم أجمع، ان الشراكة بين المدنيين والعسكريين في السودان، شراكة فريدة، ثم زعم أنها ستكون مثالاً ونموذجاً يحتذى به، ولكن تقلبات الايام والليالي والعسكر، وحوادث ونوائب الكيزان والمتكوزنين، تريك الكثير المثير الخطر، وأثبتت أن السيد رئيس الوزراء، دكتور عبدالله حمدوك، كان حالماً في تطلعاته، وكان مثالياً في نظرته إلى المكون العسكري، داخل مجلس السيادة، ومعلوم بالضرورة مدى حب العسكر، للسلطة والسلطان، فكيف إذا أضيف إلى أولئك العسكر، تربيتهم في أحضان حزب المؤتمر الوطني البائد، ؟ فأين ماوجد العسكر، وجدت الديكتاتورية والشمولية، وأين ما وجد الكيزان أو وجدت رائحتهم، وجدت المكائد والدسائس للآخرين.
(2) فقد طلب حمدوك اجتماع مشترك بين مجلس الوزراء والمجلس السيادي لبحث الأوضاع الساخنة بالبلاد، فرفض المكون الاجتماع بالمكون المدني، واستثنوا من ذلك الاجتماع السيد رئيس الوزراء.
ونية العسكر، المقرونة بالبيان بالعمل، (تشتيت الكورة) وتشتيت شمل المكون المدني، والدليل انهم لا يمانعون الاجتماع مع المكون المدني ولكن حسب مارشح من أخبار، يستثنون فقط الاستاذ محمد الفكي سليمان، فهم يرون الموت، ولا يرون محمد الفكي، ويصرون على إبعاده من المجلس السيادي، فهل يجد طلبهم الاستجابة، من قبل الحاضنة الأصلية الحكومة..؟
(3) وباختصار غير مخل، تقول الحكاية، ان صاحب الديك، طلب من ديكه، ان يترك الصياح، حتى لا يزعجه، واحتج الديك وقال انها عادة متوارثة، فهدد صاحبه بالذبح إن لم يترك الصياح، فامتثل الديك لأمر صاحبه، لأنه لا يملك قوت يومه!!، وبعد فترة طلب صاحب الديك من ديكه أن يكاكي، فرفض الديك، بحجة ان المكاكاة شأن خاص بالدجاج، وانه لا يحق له التدخل في شئون الآخرين!!، فهدده صاحبه بأن يكاكي، او الذبح، فامتثل الديك، لأمر صاحبه، وبعد مدة الزمان طلب صاحب الديك من ديكه أن (يبيض) فاندهش الديك، وقال إن هذا الطلب ليس في مقدرته، وان الدجاج هو من يبيض، فهدد أما أن تبيض أو الذبح، فامتثل الديك لأمر صاحبه، وباض بيضته الوحيدة تلك!! وهنا خاطب الديك نفسه وقال ليتك ذبحتني، قبل أن تمنعي الصياح، فان من قدم التنازل مرة، فسيقدمه مرات ومرات، فاحذروا التنازل للعسكر عن مثقال ذرة من مكتسبات الثورة، وإياكم والاستجابة لما يطلبه العسكر، فالمدنيون والعسكريون، هم شركاء، برغم ان الشريك الضار، عدو مبين.