في ايام ثورة ديسمبر المجيدة تدخلت قوات الشرطة اكثر من مرة واعترضت مواكب للثوار عند جسر النيل الأزرق الذي كان يبعد نحو امتار قليلة عن مقر الاعتصام أمام مقر القيادة العامة .
وفي ٣٠ يونيو ٢٠١٩ استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في ثلاثة أحياء بالخرطوم، أثناء المظاهرة التي احتشد فيها آلاف السودانيين للمطالبة بحكومة مدنية أيضاً في مواكب اكتوبر الماضي أعلنت الشرطة عن وفاة مواطن جراء إصابة قاتلة في تظاهرات خرجت بالخرطوم.
وفي يناير الماضي ( القريب ) أعلنت السلطات عن مقتل مواطن وإصابة أربعة في مدينة عطبرة خلال مواجهات بين مواطنين وقوات الشرطة ولاتتسع مساحة الزاوية لسرد احداث الشرطة وإحصاء مواقفها اثناء سير مواكب الثورة وتعديها على المواطن ان كان عبر الغاز المسيل للدموع او الرصاص المطاطي او الرصاص الحي ولكنها دعوة لكي يعود الناطق الرسمي للشرطة لمراجعة الملفات قليلا ، ان كانت الشرطة لها علاقة بالمسارات السياسية أم لا ؟
ففي تصريح يجافي الحقيقة ولايقبل المنطق قال الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة عمر عبد الماجد، إنّ الاتّهامات الرائجة بتورّط فلول النظام البائد في أحداث الولايات أمر لا يليهم ، وشدّد على أنّهم لا يستطيعون اتّهام أيّة جهةٍ لأنّ الشرطة ليست لديها علاقة بالمسارات السياسية ، وقال عبد الماجد في تصريحاتٍ لصحيفة الحراك السياسي إنّ قوات الشرطة في حالة استعداد، مؤكّدًا أنّ الحالة الأمنية تستوجب درجة من اليقظة والحرص والحذر من أجهزة تطبيق القانون.
وأكّد بأنّ الاحتجاجات والتعبير السياسي والهتافات أمر خارج اختصاصات الشرطة بحسب القانون، وأضاف تلك الأشياء لا تلينا) بهذا التصريح تثبت الشرطة انها لا تفشل في فرض سيطرتها على الموقف وقصورها في اداء واجبها ذلك القصور الذي اصبح واضحاً وجلياً ، تؤكده الفوضى الأمنية التي تحدث في عدد من ولايات السودان بل تفشل حتى في صياغة تبريراتها عبر بياناتها وتصريحات منسوبيها ، وشرطة كان لها صولات وجولات في تفريق عدد من مواكب الثورة يقول ناطقها انها غير معنية بالاحتجاجات والتعبير السياسي ، فمنذ متى اصبح لايعنيها ؟
وهل كان يعنيها عندما كانت مواكب الثوار السلمية تجوب الخرطوم والولايات ، وقابلتها الشرطة بالرصاص وبات الآن لايعنيها عندما بدأت المظاهرات التخريبية للفلول وغيرهم تسيطر على المدن والشوارع تثير الخوف والرعب في نفوس المواطنين الذين ماعادت اسرهم وممتلكاتهم في أمان وعجيب ان يسمي الناطق الرسمي للشرطة كل الذي حدث من خراب وحرق وتدمير كامل للمتلكات وحرق للاسرلقرانه مجرد تعبير سياسي ، مخطط اعترف به مدير عام الشرطة وقتها عز الدين الشيخ وقال انه عمل مدبر لفلول النظام البائد فغريب ان يرى مدير عام الشرطة ان الذي حدث مخطط تخريبي يستحق الاستعداد والمواجهة بيد ان الناطق الرسمي للشرطة يراه مجرد تعبير لايعنيهم ،ولم ينته عند هذا الوصف بل أعلن ( رفع يد) الشرطة عن المظاهرات السياسية وقال صراحة انها ( لا تلينا ) ، فالشرطة ماهو عملها حماية المواطنين وممتلكاتهم ، فالذين خرجوا مواطنين والمقار والسيارات التي دمرت ممتلكاتهم فإن كان هذا لايعني الشرطة فبرك ما الذي يعنيكم ؟
تصريح قابل لأن يكون محفزا ومشجعا لإشاعة الفوضى واستمرار مسلسل التخريب وقد تخرج الى الشارع غداً مجموعة من المجرمين ينهبون ويسرقون وربما يقتلون و ان تم القبض عليهم قد يقولوا في محضر التحري للشرطة نفسها ( إنه مجرد تعبير سياسي ) ألم تقل الشرطة ان هذا الأمر لايعنيها ؟!!