(1) لا توجد مقارنة بين روح المقاومة وروح المساومة، فروح المقاومة هي تلقائية عفوية، متوفرة بكثرة عند أصحاب النفوس الأبية والكريمة، وهي لا تشترى ولا تباع، وروح المساومة الموجودة لدى المؤيدين لسلطة انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، هي روح تخضع لمن يدفع أكثر، ولو بزيادة (نص كيلو موز)، وروح المقاومة، روح تعدي الآخرين، بينما روح المساومة، روح منبوذة مكروهة، ومنبوذ ومكروه صاحبها، ومعلوم أصحابها من المدنيين، الذين بين الحين والآخر، يتداعون الى قصعة أولى نعمتهم، ومن يكفلونهم، والذين يوفرون لهم كل سبل الراحة.
(2) لذلك على الشارع الثوري، الذي يخرج مطالباً بسلطته المدنية، ودولته الديمقراطية، عليه أن لا يغضب، عندما تقابله قوات السلطة الانقلابية، بالقوة المفرطة وبالقمع، وبالاعتقال وبالقتل، وهي تقابله بهذه الصورة الهمجية، لأنها تعلم قيمة ومقدار هذا الشارع، وتعلم أنه خرج طائعاً مختاراً، وخرج بارادته الحرة، ولم يخرج تحت إرادة أحد، وتعلم أن هذا الشارع، ماهو (هوين)، وليس له سيد او أسياد، لذلك تعمل بكل ما أوتيت من قوة للتصدي له، ولو أنه كان مثل الآخرين، الذين يخرجون من أجل (قارورة ماء) أو (لقيمات من الموز) لما كلفت القوات الأمنية والعسكرية، نفسها الخروج والتصدي لهم، كما أن الأجهزة الأمنية، تفعل ماتفعل بالمحتجين والمتظاهرين، لأنها تنفذ الأوامر والتوجيهات، الصادرة اليها من قبل قادتها، الذين ربما يوجد بينهم من هو مصاب ببعض الأمراض النفسية.
(3) مثل، أنه يعاني كثيراً من الهذيان الثابت والمنتظم، وهو يبدو في ظاهره سليماً من حيث القدرة العقلية، وهو شخص طموح جداً، يسخر كل شئ، وأي شئ للوصول لأهدافه وغاياته، مهما كانت التكاليف، يظن أن الجميع يحيك المؤامرات للنيل منه، دائماً لديه شعور بأن هناك من يهدد أمنه ووجوده، من قبل اعداء متوهمين، حساس جداً تجاه مفردات بعينها، سريع في اتهام الآخرين بالكذب وتضليل الرأي العام، خاصة تجاه مخالفيه في الرأي، وهو حذر جدا، لا يعرف
التسامح، أبداً، قدوته في ذلك أحد الملوك العرب، الذي قال (لو نازعني ولدي علي الملك لقتلته)، وهنا لا نحدثكم عن المغامرين الخمسة، اي أعضاء اللجنة الأمنية، للمخلوع البشير، كنا نحدثكم عن الشخص المصاب ب(البارانويا) واي تشابه أو توفر هذه الصفات لدى فرد أو فردين، او لدى جميع اعضاء اللجنة الأمنية المخلوع البشير، هو مجرد صدفة طبية!!، ملحوظة جديرة بالمتابعة، دهس المحتجين والمتظاهرين بعربات الدفع الرباعي، ربما يرونه، (الطريق) الامن للوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة!! واقتحام القوات الأمنية للمستشفيات، واخراج المصابين والجرحى منها، ربما كانت نيات القوات الأمنية، حسنة وطيبة، وتريد علاجهم خارج البلاد، على حساب البرهان وحميدتي!!، وأخيراً نؤكد أن ثورة ديسمبر المباركة، ولدت لتحيا وتعيش، برغم أنف واذن وسمع وبصر، السلطة الانقلابية والمؤيدين لها.