عندما حصل المواطن المصري الأديب والشاعر والصحفي والأكاديمي النابغة زكي مبارك، على ثلاث درجات دكتوراة متتالية في الأدب والنثر والتصوف الإسلامى،لقبه البعض إثر ذلك ب(الدكاترة زكي مبارك)، ولكم ان تتخيلوا مدى الجهد والعناء الذي بذله زكي مبارك من أجل تحصيل هذه الدرجات العلمية الرفيعة، غير أن بلدياتنا الفريق أول البرهان قد حصل على ثلاث رئاسات لا يمكن ان تجتمع عند شخص واحد الا اذا كان ديكتاتور وليس دكتور، اذ اصبح البرهان بعد انقلابه المشؤوم، هو رئيس الجمهورية بعد قراره بحل مجلس السيادة وتنصيب نفسه رئيسا عليه وتعيين آخرين على هواه وبمزاجه بلا مرجعية دستورية، وهكذا فعل أيضا بتعيينه لرئيس وزراء صوري ووزراء صوريين، ليصبح عمليا هو رئيس الوزراء الفعلي،وبذلك صار البرهان هو صاحب قرارات التعيين والفصل في كل أجهزة الدولة، يفصل من يشاء ويعين من يشاء، كما لاتنسى انه جمع الى هاتين السلطتين (السيادية والتنفيذية) السلطة التشريعية، حيث اصبح هو رئيس المجلس التشريعي باعتبار أن التشريع يتم عبر إجتماع مشترك بين مجلسي السيادة والوزراء، ولا يفوتك أنه القائد العام للقوات المسلحة ورئيس لجنة الأمن والدفاع، فتأمل أجارك الله في كل هذه البسطة في السلطة..
الثابت علميا وعمليا أن كل من يمارس جملة من الأعمال والأنشطة متعددة المجالات ومختلفة الاختصاصات بلا رابط يجمع بينها وكل واحدة منها تحتاج الى صفاء ذهني وبراح من الزمن، يجوز عليه وصف السوبرمان، فمثله اما أن لا يكون بشرا عاديا بقلب واحد وذراعين وفم واحد، وانما هو أشبه بالأخطبوط الذي يمتلك ثلاثة قلوب في جوفه وله ثمانية أذرع و 240 شفاطة أي فم، واما انه بشر عادي بطاقة ذهنية وبدنية محدودة يستحيل عليه ان يؤدي اداء منتجا في كل هذه المجالات، ولو كان (انسان عادي) وهو كذلك فالمؤكد ان الاعمال التي يضطلع بها ستتأثر سلبا، والمثل الشعبي البسيط والمعبر يقول ركاب سرجين وقيع ومساك دربين ضهيب وصاحب بالين كضاب، وصدق المثل فالذي يركب على سرجين سيتأرجح بينهما ويفقد توازنه فيسقط على الارض، وكذا الحال لمن يمسك طريقين فلن يصل مقصده ومصيره التوهان، أما صاحب البالين فيكفي فيه قوله تعالى فى الآية الكريمة )ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)، ولكن خلافا لمقتضى الآية الكريمة، فان البرهان اختص نفسه بجملة من الأعمال والأنشطة متعددة المجالات ومختلفة الاختصاصات، وتتوزع هذه المهام الكبيرة على مختلف المجالات منها ما هو أمني وما هو عسكري وما هو سيادي وما هو سياسي وما هو تنفيذي، وما هو تشريعي..وتحضرني في هذا المقام حكاية الحاكم بأمر الله، سادس حكام الدولة الفاطمية، فقد تميز حكمه بإصدار قوانين شاذة، كتحريمه أكل الملوخية والجرجير، وأمر الناس بأن يعملوا ليلا، ويستريحوا نهارا، وكان سفاكا للدماء بصورة غير مبررة، وهدم الكنائس وأجبر النصارى على دخول الحمامات بالأجراس لتميزهم عن المسلمين، كما أدعى الألوهية ومعرفته بالغيب..