صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الدولة أم ثعابين السوق

11

 

آخر الليل

إسحق فضل الله

الدولة أم ثعابين السوق

< أستاذ.
الحديث الآن يجعل الزمان والمكان جملة واحدة.. نفس الحديث في كل مكان
< وعند.
< مسجد النور.. وفي السوق وفي مكتبنا.. وفي الطريق وفي المقهى تحت الشجرة.. الحديث هو الصرخة
< شح سيولة ؟؟.. شح؟؟
كيف والعاصمة مخابزها تنتج ملايين الأرغفة كل فجر.. وأصحاب الدقيق يتسلمون ملياراتهم ونقداً و.. فلو أنهم كانوا يودعونها في المصارف.. لكان.. وكان
< .. بعد جمعة مسجد النور من يحدث تحت الشمس يقول:
)الإنتباهة(.. ستة أشخاص يحتكرون السكر والتمويل المصرفي.. وعشرة يحتكرون الأسمنت.
< المتحدث يصيح بنا.
< الكهرباء والسكر لو أنهما تسكبان الدخل القومي في المصارف ما كان هناك شح.
< قال: والحكومة.. والمؤسسات هذه.. حكومية.. حكومية..
< والدولة تدعم الدقيق بما يساوي ضعف الثمن.
< وأصحاب الدقيق لا يودعون أموالهم في مصارف الدولة.. الدولة التي تعطيهم المليارات كل صباح.
< في السوق من ينظر إلى عربة نقل العلف يقول:
< صاحب العلف يرفع السعر.
< حتى يستطيع أن يشتري اللحم والدقيق من الأرباح.
< عندها صاحب الماشية يرفع.
< عندها الجزار يرفع.
< عندها.. عندها.
< والمواطن لا يستطيع أن يرفع دخله.
< قال: وصاحب العلف يعود ليجد أن أرباحه لا تأتيه بما يريد )فإن أسعاراً هناك ذهبت بالأرباح(.
وعندها.. صاحب العلف يزيد مجدداً.
< عندها.. صاحب الماشية يزيد مجدداً.
< عندها.
)2(
قال: الدولار يرفع.
< عندها الجنيه يهبط.
< عندها أصحاب الأموال يحمون أموالهم بشراء كل شيء )الأراضي مثلاً(.
< عندها حمى الشراء تجعل الجنيه يهبط إلى أكثر.
< والسحب يشتعل.
< عندها.. محاولة إيقاف السحب تصنع التجفيف.
< التجفيف يصنع الهلع.
< والهلع يصنع المزيد من السحب.
)3(
< لا حكومة.
< الحكومة لا تتدخل لأنها تنظر من الجحر الذي يهوى أن يتوقف في الهواء دون تدخل.
< قال: الدولة تخشى التماسيح التي تصطرع.
< قال: الصراع يصنع اشتعال الأسعار.
قال: العام الأسبق الناس يقيمون مزارع الفراخ للابتعاد عن اللحوم.
< والصراع يزيد علف الدواجن.
< الحكومة صنعت الثلاجات للأسماك.
< الصراع )قطع الكهرباء( عن الثلاجات.
< الدولة أقامت تعاونيات اللحوم.
< الصراع ضرب التعاونيات.
< الدولة زرعت القمح وجلبت المطاحن من تركيا.
< الصراع ضرب هذا وهذا.
قال: نستورد مواطنين.
قال: لأن النميري حين وجد اللصوص يقتلونه جعل مصادر )التعاونيات( في أيدي أعدائه.
< كانوا من الإسلاميين )الإخوان وأنصار السُنة(.
< ونجحت
< قال: نريد من إيلا أن يجعل التعاونيات.
< ونقول: نعم.. وتحت حساب عنيف.
< وأن يعيد المشروعات )زايد الخير وأمطار الشمالية(.
من حطمها.. الصراع.
< وأن توضع في أيدي الإسلاميين.
< ونقول: أن توضع في أيدي السودان وأيدي الأرقام والحسابات.
قال: حين تحاكم الدولة اللصوص الذين أعلنت هي أناس لصوص عندها
< ونقول: الدولة تشنق نفسها لأنها..
< وحين نسكت يقول:
< عندها.. ماذا.
< ونقول: نحن الآن نعتذر للرئيس المصري السابق مبارك.
< فالرئيس مبارك حين يعالج أمراً مدمراً بالسكوت.
)لأن السكوت هذا يغيظ السودان( نكتب هنا لنقول إن مبارك.. كالذي أراد أن يغيظ زوجته فخصى نفسه.
الخراب الآن ليس أكثر من حلقات.
< كل حلقة تصنع التي هي بعدها.
< والدولة إن هي تسكت بحلقة واحدة.. استلمت كل شيء.
< وإن الدولة هي لم تفعل شهدت أن الدولة هي ثعابين السوق.
< وأنيابها.
< كل ما في الأمر هو أن الثعابين الآن لا تعمل من داخل جحورها.
والثعابين الآن لا تسمح لأحد أن يقول: إنه لا يراها.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد