* أعلن جهاز المخابرات العامة أول أمس عن استشهاد 5 ضباط وإصابة سادس بجروح في عملية أمنية للقبض على مجموعة إرهابية تتبع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) جنوبي الخرطوم.
* وجاء في بيان للجهاز، انه بناءً علي توفر معلومات عن خلية تتبع لداعش، تم تنفيذ عملية أمنية للقبض على هذه المجموعة بأحياء جبرة مربعي 18 و14 والازهري مربع 14، اسفرت عن القبض على (11 ) من الارهابيين الاجانب من جنسيات مختلفة، وقامت المجموعة الارهابية بجبرة مربع (14( بإطلاق الرصاص على القوه المنفذة، مما أدى لاستشهاد ضابطين وثلاثة ضباط صف واصابة ضابط بجروح، ومن ثم لاذت المجموعة المكونة من أربعة ارهابيين أجانب بالهروب، وجاري مطاردتهم للقبض عليهم!
* كما جاء في تقرير إخباري، غير معروف المصدر، يحمل الحرفين باللغة الانجليزية (ST)، انه بعد رصد وتتبُّع دام لأربعة أشهر، قرّر جهاز المخابرات العامة، مُداهمة عدد من المنازل بأحياء جبرة وأركويت يقطنها إرهابيون، وخاطب الجهاز النيابة العامة بأمر المُداهمة، فصدّقت له بالأمر، وتم تكوين ثلاث مجموعات للمداهمة تحرّكت بصورة منفردة، حيث قاد مجموعة أركويت النقيب (أحمد عبد الله الشريف)، وقاد مجموعة جبرة مربع 14 النقيب (أنس العبيد)، ومجموعة جبرة مربع 18 ضابط آخر برتبة نقيب (لم يُذكر الاسم في التقرير).
* تمكّنت مجموعة النقيب (أحمد عبد الله الشريف) من اعتقال عدد من الارهابيين كانوا يتواجدون في شقة بحي أركويت بدون مقاومة، وعندما عادت المجموعة الى المكتب تم توجيههم لتقديم الدعم والمساندة لمجموعة النقيب (أنس العبيد) بحي جبرة مربع ( 14) والتي تتكون من أربعة أشخاص هم النقيب (علاء الدين) واثنان من ضباط الصف بالإضافة الى قائد المجموعة التي تتسلح برشاش كلاشينكوف وثلاث طبنجات!
*يقول التقرير الإخباري ان المعلومات التي توفرت أوضحت أنّ المجموعة الإرهابية بشقة جبرة لا تملك سلاحاً ثقيلاً، وعلى إثر ذلك تمت مداهمة الشقة فأطلق الإرهابيون الرصاص من سلاح قرنوف، واستشهد النقيب (أنس العبيد) واثنان من ضباط الصف برتبة رقيب فوراً، فيما أصيب النقيب (علاء الدين) بثلاث رصاصات، وعند وصول مجموعة الإسناد خرجت المجموعة الإرهابية المكونة من رجل مصري الجنسية واثنين من النساء، وأطلقا الرصاص على العربة التي تحمل المجموعة مما أدى لمقتل ضابطي صف، بينما بادلهم قائد المجموعة (النقيب احمد عبدالله) إطلاق الرصاص من سلاح كلاشنكوف، وعند اقتراب نفاد ذخيرته أمر زميله النقيب الآخر بالخروج من العربة موفراً له الاسناد المطلوب، وفي الاثناء نفدت ذخيرته، ليقوم الإرهابي بقتله والصعود الى عربة المجموعة التي كان على متنها سائق عمره فوق الخمسين عاماً، وقام بذبحه وهرب برفقة اثنين من النساء بعد ان رموا جثة السائق بالقرب من السوق المركزي، وتركوا سلاحهم في العربة واستقلوا عربة أجرة أقلتهم إلى بحري، حيث تم القبض عليهم.. (انتهى التقرير)!
* قبل التعليق، أسأل الله الرحمة والمغفرة لشهداء الوطن، وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين، ولا بد من التأكيد على انها واقعة خطيرة تستوجب أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وتضافر جهود الجميع للقضاء على كافة أشكال الارهاب واتخاذ التدابير اللازمة لمكافحته، ولا شك ان لدى جهاز المخابرات وبقية الاجهزة المختصة القدرة والخبرة على فعل ذلك!
* غير أنه لا بد من التساؤل .. كيف تتم عملية بهذا الحجم في ثلاثة مواقع تم التحضير لها فترة طويلة من الزمن، بقوة قليلة العدد وتسليح ضعيف، فضلاً عن أن من قاموا بالعملية من الكوادر الفنية وليس القتالية، مما أدى لاستشهاد نفر كريم من أبناء الوطن وجهاز المخابرات، الأمر الذي استغرب له الكثيرون بل شككوا في العملية نفسها والمعلومات التي تسربت منها، والهدف من ورائها!
* كما ان جهاز المخابرات تحوَّل الى جهاز لجمع وتحليل المعلومات بعد سقوط النظام البائد، فلماذا قام بعملية المداهمة بدون الاستعانة بالأجهزة المختصة بالمداهمة والاعتقال ..إلخ، خاصة مع وجود قوات مشتركة تم تكوينها من القوات المسلحة والدعم السريع والشرطة للتعامل مع الجرائم ؟!
* بصراحة، هنالك حلقة كبيرة مفقودة وأسئلة كثيرة حائرة، مما يستوجب اطلاع الرأي العام على الحقائق كاملة حتى يطمئن الجميع على قدرة وكفاءة الاجهزة والتكامل بينها، وعدم تداخل الاختصاصات، أو وجود أهداف خفية من وراء العملية، والرحمة لشهدائنا الابطال وعاجل الشفاء للمصابين !