علق السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني، محمد مختار الخطيب، على دعوة الإمام الصادق المهدي لانتخابات مبكرة حال فشل حكومة حمدوك، قائلاً إن المهدي يتوق للسير على إرث سياسات النظام السابق في إجراء تغييرات شكلية على القضايا التي تهدد وحدة السودان.
وأطلق المهدي خلال الأيام الماضية تصريحات مثيرة بشأن مستقبل الحكومة الانتقالية قائلاً “إذا تعثرت فخيار الانتخابات المبكرة موجود وسنمضي إليه”، مؤكداً أن حزبه بدأ الاستعداد لذلك.
وقال الخطيب في مقابلة مع “سودان تربيون” إن المهدي قبل اندلاع الثورة كان يتحدث عن أنه مستعد للتعاون مع النظام السابق من خلال تسوية يدخل بعدها في انتخابات 2020.
وأضاف “أيضا كان يطرح ان تكون الفترة الانتقالية قصيرة وتجري انتخابات لأنه يتوق إلى السير على إرث ذات سياسات النظام السابق مع تغييرات شكلية وهي ذات القضايا التي كانت تهدد وحدة السودان وتهدد حل قضايا السودان بشكل صحيح”.
وأوضح أن الآخرين خلاف المهدي ينظرون إلى أن الحل الحقيقي لقضية السودان هو تغيير المسار القديم وافتراع آخر جديد يفتح الطريق نحو تحول ديموقراطي يديم السلام ويرسخ التداول السلمي ويستوعب كل مكونات الشعب السوداني.
وتابع “نحن كحزب شيوعي لسنا ساعين الى انتخابات مبكرة بل نسعى في سبيل ان ندفع العملية في اتجاه حقيقي لتحقيق متطلبات الشعب من خلال النضال الجماهيري والوصول الى المؤتمر الدستوري القومي الذي نرى انه مركز البرنامج المطروح في الفترة الانتقالية حتى يشارك كل أهل السودان”.
وشدد على أن الشيوعي يعمل على حل القضايا المتراكمة منذ الاستقلال ورسم الطريق لحاضر ومستقبل السودان بمشاركة الجميع، ووضع دستور يتواضع عليه جميع أهل السودان. مضيفاً “هذا هو الطريق لاستدامة الديموقراطية والسلام في السودان وترسيخ التداول السلمي للسلطة”.
وأكد أن جذوة الثورة المتقدة في نفوس الجماهير هي الضمان لنجاح الحكومة الانتقالية.
وأردف “إذا سارت حكومة حمدوك في الاتجاه الصحيح ستجد دعماً من هذه الجماهير وإذا انحرفت إلى طريق آخر الجماهير أيضا لن تصمت وستعمل على التغيير من جديد”.
وأشار إلى أن ثورة ديسمبر كانت انتفاضة عميقة المحتوى تمظهرت في فترتها الطويلة وإتساعها بكل مناطق السودان حيث رفعت شعارات عميقة وتحدثت عن كل المسكوت عنه منذ 56 كما تجاوزت كل محاولات المجلس العسكري الانتقالي والثورة المضادة لإجهاضها.
وزاد “والجذوة لا زالت موجودة وسط جماهير الشعب السوداني وهي متحفزة ضد أي محاولات لاختطاف هذه الثورة لصالح جهات محددة، لكن هناك ثورة مضادة متحفزة لتعطيل تنفيذ تطلعات الشعب السوداني وتفكيك وتصفية النظام السابق”.
إعلان جوبا
ووصف السكرتير السياسي للحزب الشيوعي الاتفاق الذي تم في جوبا بين مجلس السيادة والجبهة الثورية وحركة تحرير السودان بقيادة الحلو، بأنه “خطوة موفقة”في الاتجاه الصحيح لحل قضايا المناطق المتأثرة بالحرب.
غير أنه استدرك قائلا “لكن يجب أن ننظر للسلام كأمر يحتاج لمعالجات واسعة والى عملية جديدة تعالج ازمة النزوح وتحل قضايا النزاع على الأراضي “.
وأشار إلى أن الحروب في السودان نتجت عن التنمية الشائهة ومركزتها في المثلث المعلوم وإهمال الأطراف بتنمية غير متوازنة أدت لتقلص الأراضي الزراعية وقلة الموارد والحرب بين الرعاة والمزارعين.
وشدد على أن السلام يحتاج أيضا لمعالجة شاملة من خلال مؤتمر دستوري وليس وضع السلاح فقط، مشيراً إلى السودان جرب الحلول والاتفاقات الثنائية والجزئية ولم تجد شيئاً.
وتابع “السلام الشامل والمتكامل هو المطلوب لذلك نصت الوثيقة الخاصة بقوى الحرية والتغيير على ان يتم إيقاف الحرب وإزالة الضرر في تلك المناطق وحل قضايا النازحين والحواكير وتوفير الخدمات وفتح الطريق وإرساء الثقة”.