يتوجه أكثر من مليوني حاج عائدين إلى مكة لطواف الوداع يوم الخميس ويقول المنظمون إن الموسم، وهو أكبر تجمع سنوي للمسلمين في العالم، مر بسلام رغم التوترات السياسية والتحديات اللوجيستية الضخمة. وقال مسؤولون سعوديون بارزون إن المناسك، التي شهدت في السابق حوادث تدافع وحرائق مميتة وأعمال شغب، مرت دون أحداث تذكر. وقال الأمير خالد الفيصل أمير مكة الذي يرأس اللجنة المركزية للحج إن الطواقم استخدمت وسائل تكنولوجية حديثة في إدارة موسم الحج هذا العام. فقد حصل الحجاج على أساور الكترونية للمساعدة في إدارة تدفقات الناس بين المواقع. وقال الأمير خالد ”نحن نتطلع لحج ذكي وهذا بواسطة استخدام التقنية بكل أعمالنا المستقبلية وسوف نحرص إن شاء الله أن يكون موضوع تطوير المشاعر المقدسة، الذي سوف يطرح قريبا للتنفيذ، أن يعتمد اعتمادا كليا على التقنية والاتصالات السريعة“. وشارك آلاف الحجاج في شعيرة رمي الجمرات قبل العودة إلى مكة لطواف الوداع بالمسجد الحرام. وتستمد السعودية سمعتها من إشرافها على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة المنورة وتنظيم الحج. وتأمل في زيادة أعداد الحجاج لدعم قطاع السياحة. ويؤدي أكثر من 2.37 مليون حاج الشعائر هذا العام أغلبهم من خارج البلاد. وتقول الحاجة المصرية صباح سعيد )49 عاما( ”الحمد لله حجيت كتير قبل كدة. أول ما بيجي الحج الواحد بيتمنى يطلع على الحج. باحس اني باتولد من أول وجديد. بنأدي مناسك ربنا أمرنا بيها أصلا مرة واحدة لكن بينعم عليك انك تعملها كذا مرة. دي من نعم ربنا علي فببقى فرحانة وسعيدة جدا جدا“. ويقول المنظمون إن السلطات نشرت أكثر من 110 آلاف من أفراد قوات الأمن ونحو 32 ألفا من العاملين بقطاع الصحة هذا الأسبوع لضمان سلامة الحجاج وتقديم الإسعافات الأولية. وقال وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة إن موسم الحج مر دون انتشار أمراض. وكانت واقعة تدافع عام 2015 قد أسفرت عن مقتل نحو 800 حاج، وفق ما ذكرته السلطات السعودية، عندما وصلت مجموعتان كبيرتان من الحجاج معا إلى مفترق طرق يؤدي إلى جسر الجمرات. لكن إحصاءات أعلنتها الدول التي استعادت جثث حجاجها أوضحت وفاة أكثر من ألفي شخص بينهم أكثر من 400 إيراني. وقالت السلطات السعودية آنذاك إن الحادث ربما سببه حجاج لم يلتزموا بقواعد تنظيم التجمعات، وأمر الملك سلمان بإجراء تحقيق إلا أن نتائجه لم تعلن قط. وقال الأمير خالد للصحفيين ردا على سؤال عن التحقيق ”هذا ليس من اختصاصاتنا. هذا اختصاصات جهات اخرى تعمل في الدولة لا أعلم انا ليس لدي أي علم بذلك“. ويحج هذا العام نحو 86 ألف إيراني وسط خلاف دبلوماسي بين طهران والرياض اللتين تتنافسان على الهيمنة الإقليمية. وساهمت واقعة التدافع عام 2015 في تفاقم الخلاف بينهما. وجاء قرابة 300 حاج من قطر التي دخلت قبل عام في أزمة دبلوماسية مع السعودية التي تتهم الدوحة بدعم الإرهاب. وتنفي قطر ذلك.