(1) لا شئ أضر بالاقتصاد السوداني ثم ضيعه وأضاعه، الا سوء الإدارة والفساد ودخول الجيش كمستثمر أول أو أكبر في كل المجالات الاقتصادية.
(2) ولكن أن يدخل الجيش كمستثمر في بيع مياه الشرب، فهذا أمر جلل، يجب أن تتم مناقشته على اوسع نطاق.
(3) وهنا دعونا أولاً، نتحدث عن مياه الشرب بولاية القضارف، تلك الولاية التي تزخر بالامكانيات المالية الكبيرة، ويكفي أن زكاة الولاية لو تم توزيعها التوزيع العادل فلن يصبح بالولاية فقيراً أو مسكيناً أو متردداً على ديوان الزكاة، ولن يجعل القضارف تمد يدها الى السلطة الإنقلابية الاتحادية، طالبت، الدعم والمساعدة في اكمال مشروع الحل الجذري لمياه ولاية القضارف، والذي بذل فيه والي الولاية المكلف الاستاذ محمد عبد الرحمن محجوب، جهداً عظيماً ومقدراً، شهد له بذلك عموم اهل الولاية، ولكن ظهور بعض المعيقات التي من صنع أيدينا يؤدي دائماً إلى تعطيل العمل بهذا المشروع الرائد.
(4) ومعلوم بأن اهم مصدر لمياه الشرب بالولاية، هو خزان الشواك، وايضاً ساهمت حكومة الاستاذ محمد عبد الرحمن بجهد وافر من أجل استقرار الإمداد المائي وتذليل كثير من الصعوبات التي واجهت مياه الشرب، فمياه خزان الشواك والتي كان من المفروض أن ينعم بها عامة أهل الولاية، الذين هم ملتزمون بدفع فاتورة الاستهلاك الشهري، وبرغم أن المياه قد لا تصلهم لمدة الشهر أو الشهرين، وفي هذه الأيام شهدت الولاية انقطاع المياه، بسبب اعطال مكررة ومحفوظة لدى الجميع، هذا الانقطاع أدى إلى ظهور الجيش كمستثمر في المياه، !!لا ترفع حواجبك من الدهشة والاستغراب!!
(5) ومن رأى ليس كمن سمع أو(جابوه ليهو) فقد رأيت بعيني، والله على ما اقول شهيد، وجاهز للمساءلة والمحاكمة أمام جميع المحاكم (أن شاء الله نمشي المحكمة الجنائية الدولية ذاتها) فقد شاهدت بحي ديم النور(محل إقامة الكاتب)تناكر الجيش بلونها المعروف والمميز وهى تجوب الحى (وربما في إحياء أخرى)وهى تقوم ببيع المياه الحلوة مياه الشواك، للمواطنين، وحب الاستطلاع دفعنى لسؤال سائق إحدى التناكر عن ثمن برميل الماء، فقال(بألف ومئتين جنيه)وللعلم بالشئ فإن حمولة التناكر الواحد ستين برميلا، وهناك تناكر حمولة تسعين برميلا، (شفتوا الاستثمار كيف)؟ فهل تستطيع أن تحصي وتعد الدخل اليومي للجيش من الاستثمار في مياه شرب المواطن؟مع الأخذ في الاعتبار بأن الجيش فقط يملك الخزان.
(6) فهل يعلم السيد والي الولاية الاستاذ محمد عبد الرحمن والسيد قائد الفرقة الثانية مشاة اللواء ركن حيدر الطريفي، بأن تناكر الجيش تبيع مياه الشواك للمواطنين؟وليتها كانت باسعار مناسبة، بل وبالسعر التجاري!! و(الماعاجبو)، عليه أن ينتظر حتى يأتيه يوم شربه، وهو مرة كل شهر أو مرة كل شهرين ثلاثة.
(7) والسؤال هنا، هل من مهام وعمل واختصاصات الجيش بيع المياه؟
فمن يتصدى لوقف هذه المهزلة والمتاجرة بمياه شرب المواطنين، اللهم هل بلغت فاشهد.