ضد الإنكسار – امل أحمد تبيدي
الجنقو مسامير الأرض
البيئة الاجتماعية السودانية غنية بتعدد الثقافات التي تشكل رافد حقيقي لبناء ادب متفرد… التجارب الروائية تفردت في سرد الوقائع الاجتماعية والسياسية ويعتبر البعض البداية كانت بطبقات ود ضيف الله…
أصبحت الرواية تاخذ مناحي كثيرة وأهمها تلك التي تناولت علاقة المركز والهامش فكانت رواية (مندكرو) لمروان حامد الرشيد في راي لم تكون محايدة في تناولها لعلاقة الشمال بالجنوب كما تأثر الكاتب إبراهيم اسحق بيئته الدارفورية…و انعكست في روياته …
الرواية تعكس الواقع بوجة نظر الكاتب الذي انصهرت بدواخله ثقافات متعددة و عادات وتقاليد مختلفة فيها القائم علي الاساطير والخرافة و الواقعية التي تتخطي حواجز المجتمع و تخرج ما يمارس في السر الي العلن….. عبدالعزيز بركة ساكن جسد ذلك في روايته التي حصلت علي جائزة الطيب صالح في عام ٢٠٠٩ (الجنقو مسامير الأرض) سرد الواقع اجتماعي بدون تجميل انتبه الكاتب الي الجنقو في قرية علي الحدود الإثيوبية السودانية (ود الحليو) قال (انني اعرفهم منذ صباي الباكر وكثير من افراد عائلتي منهم).. (اخذت افكر بجدية في حياة الجنقو في مصائرهم في الظلم الذي يحيق بهم من قبل أرباب العمل في المباهج الصغيرة التي تبقيهم علي صلة بالحياة).. سردت هذه الرواية أدق التفاصيل التي تربط الجنقو بالأرض و المرأة تخلل ذلك تفاصيل تلك العلاقة…التي جمعت بين الخاص والعام…. قال الكاتب عنوان الرواية مأخوذ من مقولة مشهورة (فعندما تدور الخمر برؤؤسهم يهتفون (نحن الجنقو مسامير الأرض)… الجنقو هم عمال موسميين..
رغم أنها نالت جائزة الطيب صالح لكن منع نشرها.. لذلك قال ساكن (يقتلون ويهجرون ثم يتهمونني انا بخدش الحياء العام) له كثير من الروايات منها (الرجل الخراب) التي وجدت نقد من البعض و اتهم بركة من خلال هذه الرواية وغيرها بأنه عنصري…
(الإنسان هو مشروع فاشل لمخلوق أسمى) عبارة صادمة وردت في روايته (ثلاثية البلاد الكبيرة والعشق البدوي)… التي وصفت الواقع السياسي في ظل الحكومات الدكتاتورية التي تستند علي القوة العسكرية والأمنية…وأساليب التعذيب اللاخلاقي…
كثير من الروايات تحدثت عن المسكوت عنه مثلا رواية عادل سعد (اتبر خاصرة النهار)…تبقي رويات عبد العزيز بركة ساكن معبرة عن واقع صنعته الحروب وسياسة الإقصاء والتهميش وضح ذلك من خلال روايته (مسيح دارفور)…