* سعدنا بنبأ إطلاق سراح الزميل الباشمهندس عثمان ميرغني، بعد حبسٍ استمر زهاء الشهر، ونرجو أن يتسع الصدر، ليشمل القرار كل المعتقلين، سعياً لتنقية الأجواء، وحرث الأرض لبذرة الحوار، التي تعهد الرئيس بغرسها، سعياً لحل الأزمة الحالية، بما يحفظ البلاد، ويحقق مصالح العباد.
* آمالنا تتسع، وسقفنا يرتفع، ليشمل الدعوة إلى إعلان العفو العام، عن كل المحتجين الذين حوكموا بموجب قانون الطوارئ، كي تصدق الحكومة في ما ادعته، عن أن مراسيم الطوارئ لا تستهدف التضييق على المُحتجين.
* غالبية المحكومين من الشباب، الذين وصفهم الرئيس نفسه بأنَّهم أبناؤه، وتعهَّد بالاستماع إلى آرائهم، واحترام رغباتهم، وتحقيق آمالهم وطموحاتهم، و)الأب( لا يقسو على أبنائه، حتى ولو عقُّوه.
* فوق ذلك فقد أجمعت كل قيادات الدولة أن الاحتجاجات الحالية مُبرَّرة، وأن فشل الحكومة في إدارة الشأن العام، بعجزها عن توفير احتياجات المواطنين، وفشلها في كبح جماح الغلاء والتضخم، وإخفاقها في القضاء الأزمات المتتالية، في الوقود والخبز والدواء والكاش، وفَّر غطاءً أخلاقياً وسياسياً لأضخم وأطول موجة احتجاجات شهدتها في البلاد في تاريخها الطويل.
* أفلح الحل الأمني في تحجيم الاحتجاجات، لكنه لم يقضِ عليها، ولو نجح في إنهائها فستظل جذوتها باقيةً تحت الرماد، ليتجدَّد التهابها مع أول أزمة مقبلة في أي سلعةٍ مهمة، ذلك بخلاف أن سقف المحتجين ارتفع ليصل حد المطالبة بإسقاط النظام.
* لذلك يبقى الحل السياسي، الناتج عن حوارٍ حقيقيٍ ومُنتجٍ وجاد، يشمل الشباب، بمعيَّة القُوى السياسية المُعارضة والحركات المسلحة، الطريق الوحيد لعبور الأزمة، وإيصالها إلى خواتيم سعيدة، تحقق مصالح السودان وأهله، وتُنجيه من الوقوع في براثن المجهول.
* انطلاق حوار بتلك المواصفات مستحيل، في ظل التضييق الأمني، والمحاكمات اليومية، والاعتقالات التحفظية الطويلة لقادة المعارضة، لذلك نتمنى أن تتجدد المبادرات، وتترى القرارات الرامية إلى تحرير المعتقلين، والتخفيف من غلواء الإجراءات الأمنية، وتعطيل سريان مرسوم الطوارئ الثاني، الذي يُعاقب المحتجين بالسجن والغرامة، ولو إلى حين.
* على سيرة إطلاق سراح الباشمهندس عثمان ميرغني، نتمنى أن يشمل القرار الأخ الشقيق محمد سيد أحمد )الجكّوُمي(، القيادي الاتحادي المعروف، الذي دخل احتجازه الشهر الثالث، برغم إقدام السلطات على فك أسر عدد من أبرز قادة الأحزاب المعارضة.
* الجكّوُمي رجل وطني مخلص، يتسم بالشجاعة والمروءة والجرأة على الجهر بكلمة الحق في أقسى الظروف، وهو ينتمي إلى حزبٍ مشاركٍ في الحكومة الحالية، وممثَّل فيها بكبير مساعدي الرئيس )الاتحادي الأصل(، والمعتقل ليس من حملة السلاح، ولا ممن اشتهروا بغلوهم في العمل المعارض.
* رجل فارس بمعنى الكلمة، كان من السبَّاقين للحوار والمصالحة مع الإنقاذ، بمعيّة طيب الذكر الراحل الشريف زين العابدين الهندي رحمة الله عليه، ما الداعي لاعتقاله كل هذا الوقت؟
* نذِّكر سعادة الفريق أول صلاح قوش، مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني بأن للجكّوُمي تحديداً يدٌ سلفت عليه، عندما بادر بجمع ثُّلة من أهله وأصدقائه، ونظَّم بهم وقفةً أمام المحكمة، احتجاجاً على اعتقال قوش واتهامه بتدبير محاولة انقلابية قبل عُدَّة سنوات.
* فعل محمد سيد أحمد ذلك بكل جرأةٍ، عندما تنكَّر فيه أقرب الأقربين لقوش، بل ساهم بعضهم في زيادة الأذى والظلم عليه، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
٥ ساعات·العامة