صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الجبهة الثورية ، إنها النهاية !!

14

رحيق السنابل

حسن وراق
الجبهة الثورية ، إنها النهاية !!

@ تجري هذه الايام في القاهرة اجتماعات للجبهة الثورية لترتيب أوضاعها و توحيد رؤيتها للدخول في مفاوضات بفريق تفاوضي واحد مع الحكومة الانتقالٮة بالإضافة الى محاولة اقناع الاطراف المسلحة الاخرى مثل الحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو و حركة عبدالواحد نور للتوحد و التنسيق مع الجبهة الثورية للتفاوض في قضية الحرب و السلام و الاجراءات الخاصة بالتفاوض و مسألة المقر و حسم القضايا التنظيمية في هياكل الجبهة الثورية و التي هي بمثابة تنظيم جبهوي مرحلي انتهي امده ، يضم اذرع عسكرية مسلحة تحمل السلاح بجانب جناح سياسي منشق عن الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة التوم هجو و حركة تحرير شرق السودان قيادة الامين داؤود و حركة تحرير كوش محمد داؤود و مؤتمر البجة بقيادة اسامة سعيد .

@ الحركات المسلحة حملت السلاح لمواجهة نظام المخلوع ،لم تسقطه ولكنها قدمت تضحيات و حققوا انتصارات متفرقة كانت رصيد اعلامي للمعارضة السياسية و ظلوا قابضين على جمر القضية ، لم يتزعزعوا و لم يضعوا السلاح ليقبضوا الثمن و لم يصالحوا نظام المخلوع استجابة للاغراءات و هذه حقيقة. أما الجانب السياسي احد مكونات الجبهة الثورية فقد خرج من الداخل و آثر العمل في الخارج لظروف موضوعية في تقديراتهم فقد وجدوا في الحركات المسلحة حضن آمن لقلة عددهم و معظمهم قيادات لم يحققوا قدر من التفوق الكاريزمي بالاضافة الى أن قاعدتهم الجماهيرية ظلت محدودة للغاية و في تناقص ، ظلوا يعتمدون على المناورة السياسية في معارضتهم لنظام المخلوع من خلال جولات المفاوضات الخارجية خاصة في الدوحة التي اعتمدوا عليها كرصيد و مكسب لوجستي يبقيهم في الخارج .

@ يبدو أن انتصار الثورة الشعبية والاطاحة بنظام المخلوع البشير الدافع الرئيسي لجعل تلك الحركات تحمل السلاح في وجهه ، قد اسفر عن واقع جديد لتلك الحركات والجبهة الثورية علي وجه الخصوص و وضعهم في موقف لا يحسد عليه بدليل أنهم يعتقدون و كأن المخلوع في الحكم جراء الإبقاء علي تكوينهم الجبهوي و اجندتهم التفاوضية التي لم تتغير خاصة ، ملف الحرب و السلام حيث ماعاد ذلك الملف كما كان علي ايام المخلوع . نعم توقفت الحرب و هذه حقيقة لا يختلف حولها اثنان و سقط المخلوع و نظامه و لكن عملية السلام اصبحت تشاركية و مسئولية الجميع و في المقام الاول تتطلب منهج مختلف لا يتحقق بغير التنمية الشاملة التي ينتظرها كل افراد الشعب السوداني واضعين كل الآمال علي الحكومةالحالية التي أصبحت تواجه العراقيل ليس من القوي المعارضة فحسب بل من قوي أخري تحسب نفسها ثورية لم تستوعب الواقع بعد.

@ الجبهة الثورية و بقية الحركات المسلحة يمرون بظروف بالغة التعقيد قبل وبعد انتصار الثورة التي فرضت السلام و اوقفت الحرب و بالتالى توقف اي دعم مادي او لوجستي من أي جهة كانت ترى في اسقاط البشير دافع لتقديم الدعم و المساعدة لتلك الحركات التي شهدت و تشهد عمليات انتقال shifting بسبب عدم تحمل نفقات و تبعات الانتظار بدون دعم و خطورة الامر في أن القوي التي تحمل السلاح لا تملك غير التمرد على قياداتها المسلحة و السياسية لذلك كان عليهم فض جبهتهم تلك و الدخول مع الحكومة بشكل انفرادي لتوفيق الاوضاع لأنهم حملوا السلاح و خرجوا على نظام لم يعد موجوداً و تضرر منه الكثيرون غيرهم .هنالك قضايا خاصة بقيادات تلك الحركات خاصة الذين يواجهون ظروف مالية واجتماعية تتطلب توفير الحد الادنى من سبل كسب العيش للإنخراط في المجتمع السوداني و بجانب أن اسرهم لن يفارقوا حياة الدياسبرا و اللجوء و بالتالى أن جانب كبير من تلك القيادات لا يمكنهم الدخول في العمل السياسي القادم قبل الحصول على فوائد ما بعد حمل السلاح .
الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد