*هو من الناطقين بغيرها..
*أي من غير الناطقين باللسان النوبي… ومن غير أهل البلدة، فالمنطقة بأسرها..
*وكان كثير الاعتزاز برجولته… كحال قومه..
*ومن مظاهر هذا الاعتزاز – مما كان يثير دهشة الناس – السروال أبو تِكَّة..
*فالرجل عنده يمكن أن يفقد أي شيء، إلا السروال… وتِكَّته..
*فهما رمز الشرف… والمروءة… والرجولة، وبدونهما ما ضره إن (لبس طرحة)..
*هكذا ظل يردد دوماً… وظل الناس في حيرة لا فكاك منها..
*ولكن جاء يومٌ فُك فيه أهل البلدة من حيرتهم هذه… حين فُك منه هو كل شيء..
*العراقي… الشال… السروال… وحتى الطاقية الحمراء..
*وفُك منه أيضاً – وفقاً لقناعاته الشخصية – الشرف… والمروءة… و الرجولة..
*ولم نقل – تحرياً للدقة – (قناعاته القبلية)..
*شيءٌ واحدٌ فقط بقي معه… بعد عراك مع بعض قاطني صحراء البلدة،غرباً..
*وكان هؤلاء (الصحراويون) يعرفون قناعاته هذه… ويضحكون..
*وتجاوزا في ضحكهم هذا حدود الدعابة اللطيفة التي وقف عندها أبناء البلدة..
*وبات الأمر – في نظره – قدحاً في رجولته… ذات السروال..
*ويوم التحدي – والذي حذره منه أصحابه بالبلدة – تم تجريده من كل الذي ذكرنا..
*أما الشيء الواحد هذا فقط كان (تِكَّة) السروال..
*فقط التِكَّة هي التي جاء بها (الرجل) من أقصى أطراف البلدة الغربية يسعى..
*وحين ولج البلدة رآه بعض أهلها عارياً كيوم ولدته أمه..
*وسمعوه يدمدم بعبارة (حرَّم إلا التِكَّة)، ويلوح بها – التِكَّة – يميناً ويساراً..
*ثم يضرب بها ظهره العاري… كل فينة وأخرى..
*وأصحاب شعارات الدين – من أهل الإنقاذ – تجردوا منه، تطبيقاً إثر آخر..
*تجردوا من الدين، لا شعاراته التي لا تكلف سوى (صرخة)..
*أو من قيم الدين، كالصدق… والرحمة… والأمانة… والزهد في الحياة الدنيا..
*وبقي شعار (ما لدنيا قد عملنا) محض شعار… يكذبه الواقع..
*وكذلك بقية الشعارات الأخرى، إلى أن صاروا أضحوكة أمام (أهل البلد)..
*تماماً كحال صاحب السروال ذاك أمام (أهل البلدة)..
*وألد أعدائهم – من الضاحكين هؤلاء – هم القاطنون (أقصى صحراء اليسار)..
*وبات الشيوعيون أفضل ذريعة للتمسك بهذه الشعارات..
*وحين اندلعت ثورة سبتمبر – الحالية – وجهوا كل أسلحة شعاراتهم نحو الشيوعي..
*وطفقوا يخوفون الناس بما يضمره الشيوعي لهم… ولدينهم..
*ولكن لعلهم سُقط في أيديهم الآن بعد انسحاب الحزب الشيوعي من المشهد الثوري..
*مثلما (سقطت) عنهم شعاراتهم كافة، عن الدين هذا..
*إلا واحداً جاءوا به من أقصى صحراء (تحدي) الثورة يسعون، ويصرخون..
*حرَّم إلا (التِكَّة) !!.