تعهد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك ، بالوصول إلى خدمة مدنية يفخر بها السودان، معلناً في ذات الوقت عن الشروع بشكل مستعجل في اختيار ولاة الولايات. لافتاً إلى أن إعلان الولاة سيكون بمعيار الكفاءة على قرار الحكومة الحالية ، ملمحاً إلى عدم ممانعته بأن تكون سيدة في منصب والي الخرطوم.
وأكد في مؤتمر صحفي عقده مساء (الخميس) عقب إعلان تشكيلة الحكومة الانتقالية الجديدة،أن إجراءات الفحص الأمني التي تمت للمرشحين كانت غير مزعجة وأكدت نظافة سجلات الوزراء الذين تم تكليفهم ، مشيراً إلى أنهم استغرقوا وقتاً طويلاً في اختيار الحكومة حتى تكون حكومة كفاءات الأمر الذي أدى إلى توقفه في النسخة الأولى من الترشيحات ، منوها إلى أهمية تشكيل دولة مدنية تحترم التعدد ، مستشهداً بتعدد الأديان في المجلس السيادي ، موضحاً أن رمزية الثورة كانت سبباً في اختيار بعض الأشخاص .
وقال إن وزيري الدفاع والداخلية سيكونان ضمن مكونات مجلس الوزراء .
وحول شكل الحكم وشكل الدولة قال: سيحسمها المؤتمر الدستوري سواء كان الاختيار في الأقاليم أو الولايات ، ولفت إلى أن مسألة نظام الحكم سواء كان برلماني أو غيره ستفتح للنقاش .
وأكد أن واحدة من أوليات الحكومة الانتقالية أن هناك عدداً من الأكاديميين والخبراء وضعوا برنامجاً في الستة أشهر الأولى أبرزها التركيز على السلام ، لافتاً إلى أن الحرب تكلف البلاد 70% من الميزانية .
وكرر حديثه السابق باحتياج البلاد إلى 8 مليار دولار وقفل الباب أمام الندرة ، مشيراً إلى أن هناك برنامجاً مفصلاً لمعالجة الخلل في الميزان التجاري عبر عدة مصادر ، مشيراً إلى أن هناك حالة من شهر العسل بين السودان ودول الخارج مما يساهم في حل جملة من القضايا ، مؤكداً حرصه على معالجة مشكلة الديون بالانفتاح على العالم الخارجي .
ولفت إلى أن الاهتمام بالكادر البشري في التعليم والصحة يحتاج إلى الصرف ،مشدداً على تخصيص موارد كبرى للتعليم والبحث العلمي مما ينعكس إيجاباً على التنمية، وتعهد بالرجوع إلى عهد المعلم والوجه المحترم ، ولم يخفي حمدوك خجله من أوضاع المدارس الذي وصفه بالمخجل) .
وقال إن المعارضة شئ مهم للحكومة ، مشيراً إلى أن الديمقراطية تمشي على رجلين وليس رجل واحدة ، مشدداً على سلمية التداول السياسي ، وزاد حمدوك :نطمح في القريب العاجل بتشكيل قضاء مستقل بعيداً عن التدخلات السياسية.
وقطع حمدوك بأن كل القوى المسلحة جزء أصيل من الثورة مؤكداً أن الوقت الراهن فيه المناخ مهيأ للسلام منتقداً التركيز على السلطة والثروة بأنه أحدث تشوهات ، مشيرا إلى الحرص على معالجة جذور الأزمة ، معلناً عن خطة سماها بالمارشال لمعالجة الأزمات بمناطق الحرب وخلق البيئة الملائمة للانتاج بمناطق الحرب ، مقراً بوجود تحديات أبرزها الاستعداد لدفع مستحقات السلام ، إلا انه تفاءل بأن الفرصة مواتية لتحقيق السلام .
وتعهد حمدوك، بانتهاج سياسة خارجية متوازنة بعيداً عن الصراعات ، وزاد : لا نضع مصلحة أن يقصى آخر على حساب السودان ، نافياً ما أشيع عن استبعاد عمر قمر الدين من الحكومة، مشيراً إلى انه سيكون مشارك فعال في الحكومة ، جازماً بالتعامل مع الجبهة الثورية بانهم شركاء .
ووصف وضع الأمطار في ودرملي والجيلي بالمأساوي وقال : لماذا كل فصل خريف تفاجأنا الأمطار ، مشدداً على استغلال مياه الأمطار ، مشيداً بالدعم السخي من دول الجوار ، وأضاف لو وصل الأمر إلى إعلان السودان مرحلة كوارث ستعلن في حينها إلا أنه أكد من المستبعد الاعلان في هذا الوقت .
وأوضح أن التحدي الذي يواجه الإعلام أنه كان يعمل في وضع شمولي وقال (ما كنا سعيدين بالدور الذي كان يلعبه التلفزيون القومي ولا بد أن يتغير).
وهنأ حمدوك في ختام المؤتمر الصحفي الفريق القومي بالفوز علي تشاد معرباً عن أمله أن تكون بداية خير ، وهي آخر عبارة ختم بها مؤتمره الصحفي .