ارتفعت حصيلة قتلى احداث بورتسودان بين قبيلتى البنى عامر والنوبة الى نحو (20) قتيلاً، وبلغت جملة المصابين حتى الآن (94) مصاباً معظم اصاباتهم بالرصاص، ونقلت مصادر لـ (الإنتباهة) ان السلطات الامنية بولاية البحر الاحمر تمكنت من القبض على اثنين من المتهمين ضبط بحوزتهما مسدسان ودونت فى مواجهتهما بلاغات وشرعت الشرطة فى التحقيق.
تعود جذور الخلافات بين قبيلتى بنى عامر والنوبة الى عهد الانقاذ، حيث كانت خلافات بينهما بدأت منذ وقت طويل وتطورت الى صراعات والى احداث تم احتواؤها آنذاك، وتدخلت الحكومة الا انها لم تحل المشكلة جذرياً، وبتاريخ 19 اغسطس الجارى وقعت خلافات بين الطرفين والقى القبض على مجموعة من البنى عامر وادخلوا الحراسة، فتجمعت مجموعة من ابناء قبيلتهم وحضروا لعمل ضمانة واخراج ابنائهم من الحراسة.
وفى حوالى السابعة والنصف مساءً قامت مجموعة ملثمة بالاعتداء على سيدة تدعى (التومة كوكو) مما ادى لاصابتها بالاذى البسيط، وتم تدوين بلاغ وشرعت الشرطة فى القبض على الجناة، الا انه فى حوالى الثامنة والنصف مساءً تجمعت مجموعات من القبيلتين فى الحد الفاصل بين احياء (فيليب) و (دار النعيم)، وعندها وقعت احداث بين الطرفين راح ضحيتها شخصان واصيب (37)، وتدخلت القوات لاحتواء الموقف واطلقت الاعيرة النارية لتفريق المتجمهرين، وعندها اصيب (3) من عناصر الشرطة بينهم ضابط برتبة رائد. وبتاريخ 22 اغسطس حضر الوالى لاحتواء الموقف الا انه اثناء وجوده تجددت الاشتباكات فتم سحب الوالى من موقع الحادث، ووقعت اشتباكات بالاسلحة البيضاء والتراشق بالحجارة بحى دار النعيم، وقام شباب بقذف قنابل الملتوف بالمنازل المشيدة من المواد المحلية مما ادى لاحتراق اكثر من (100) منزل، واثناء الحريق سمع الاهالى دوى انفجارات هائلة بثت الرعب والذعر فى المدينة، وانتشر الرصاص ليصيب عدة اشخاص مما ادى لارتفاع حصيلة القتلى الى (15) قتيلاً و (69) جريحاً، وعندها فقط اتضح ان هنالك اسلحة وذخائر كانت مخبأة داخل المنازل التى احترقت وتسببت النيران فى تفجيرات لتلك الاسلحة، وحسب المعلومات الواردة فإن منازل البنى عامر كانت معظمها خلايا نائمة مخبأة بداخلها الاسلحة.
اثناء الاشتباكات رصدت القوات الامنية عربة بوكس مجهولة تتجول في المدينة وتقوم بنقل اسلحة الى منازل احد الاطراف بغرض تخزينها، ليتم ضبط العربة وضبط بداخلها شخص اتضح انه ينتمى للجبهة الـ (ا) التابعة لدولة مجاورة، وضبطت بحوزته بطاقة نظامية تثبت تبعيته لتلك الجهة، وضبط معه شخص آخر وضبط بحوزتهما مسدسان وذخائر، واتضح انهما يقومان بجلب الاسلحة الى المنطقة وتخزينها بغرض استخدامها لتأجيج الصراعات الدائرة بين الطرفين. وبتاريخ امس الاول 23 اغسطس الجارى تجددت الاشتباكات بين الطرفين عقب مغادرة وفد المجلس السيادى الذى زار المنطقة، وتجددت الاشتباكات بحى المطار مربعات (24/26/27/29) وتراشق الطرفان بالحجارة، وتبادل الطرفان اطلاق النار مما ادى لوفاة (5) اشخاص واصابة (25) آخرين بالجراح من الطرفين، لترتفع بذلك حصيلة القتلى الى (20) قتيلاً و (94) جريحاً وتم تحطيم زجاج سيارتين. وفى ذات السياق تم استجلاب اكثر من (300) من قوات الاحتياطى من الخرطوم و (30) عربة بغرض الفصل بين الطرفين، وسيتولى التحقيق فريق من المباحث المركزية، وفى ذات الصدد طالبت جهات بحسم ملف الخلافات بين الطرفين نهائياً من خلال ترحيل الطرفين والفصل بينهما واعادة تخطيط احيائهم وابعادها عن بعضها، بجانب وضع خطة استراتيجية عاجلة لجمع الاسلحة المنتشرة بولاية البحر الاحمر، باعتبارها اصبحت تشكل مهدداً امنياً خطيراً فى هذه المرحلة من عمر البلاد. وفى ذات السياق كشف مدير ادارة الاعلام برئاسة الشرطة اللواء حسن حامد ان الشرطة انتدبت (5) ضباط وقوة كبيرة من الاحتياطى المركزى، وتم نقلهم بطائرة الى بورتسودان لاحتواء الاحداث والفصل بين الفريقين المتناحرين دعماً لقوات الشرطة بولاية البحر الاحمر، مضيفاً ان والى البحر الاحمر اصدر قراراً بحظر التجوال. وحول الوفيات بالرصاص اشار اللواء حسن حامد الى ان الحرائق تسببت فى انفجار ذخائر كانت مخبأة داخل منازل تعرضت للاحتراق مما ادى لتناثر الرصاص واصابة عدد من المواطنين.