1
قال السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إن البنك الدولي لن يستأنف تسليف السودان إلا بعد تسديد مبلغ 16 بليون دولار عبارة عن مديونية متأخرة. لقد أوجعني هذا التصريح لأن به تطفيفا وعدم عدالة وحقارة. البنك الدولي هذا حدد لمصر برنامج إصلاح اقتصادي بوصفته المعهودة وقبل أن تنفذ مصر واحدا في المائة من قائمة الإصلاحات المطلوبة قرر منحها 12 ألف مليار دولار تم دفعها على دفعات آخر دفعة في هذا الشهر وتبلغ 2 مليار دولار. لم تُطالب مصر بدفع مديونياتها ولم ينتظر البنك الدولي حتى تنفذ إصلاحاتها. الأغرب أن كل الدول التي كانت مستحقة بإعفاء الديون بسبب مبادرة الهيبك أعفيت منها فعلا دون أن تدفع ما يليها من متأخراتها فلماذا السودان وحده؟ ويل للمطففين.
2
بهذا القرار يقول البنك الدولي للسودانيين نحن غير معنيين بثورتكم ولا حتى التحولات الديمقراطية التي تسعون لتأسيسها نحن فقط معنيون بفلوسنا. رغم الادعاءات الكثيرة التي تربط فيها مؤسسات التمويل الدولية تمويلها بحقوق الإنسان والديمقراطية.
3
الرسالة الثانية من قرار البنك أن السودان مهما فعل فى الإصلاحات الاقتصادية لا يمكنه أن يتلقى أي عون أو تمويل إلا بعد أن يدفع متأخراته بمعنى لا جدوى من أي برنامج للإصلاح.
الرسالة الثالثة تقول إن البنك الدولي غير معني بقصة رفع العقوبات الأمريكية وحتى لو رفعت العقوبات تلك العقوبات فلن ينال السودان أي دعم لبرامجه.
4
يحدث ذلك والبنك الدولي يعلم علم اليقين الأوضاع التي يرزح تحتها الاقتصاد السوداني والضغوط التي يعانيها المواطنون في معاشهم ويعلم ـ والأرقام في دفاتر ـ أن عجر ميزان المدفوعات بلغ ثمانية مليارات دولار وصادراتنا كلها لا تتجاوز الأربعة مليارات دولار، دفع 16 مليار دولار يعني أن ندفع كل عائدات صادراتنا لمدة أربع سنوات.. نأكل نيم أو برسيم خلال تلك الفترة لا يهم السادة أباطرة البنك الدولي!!. هذه هي سياسات الرأسمالية المتوحشة لا تُعنى بشعارات ولا قيم فلا تنتظروها.. ودعوا الصراع السياسي العقيم, قوموا لإنتاجكم يرحمكم الله.